وكثيرة هي الجهات التي اتصلت مع رام الله تدعوها الى عدم التسرع، وتنصحها بضبط النفس والانتظار حتى ظهور نتائج الانتخابات الامريكية، وهي دعوات ونصائح تبرز مع كل انتخابات تجري في اسرائيل، وهذا أحد عوامل صعوبة تحقيق أية انجازات في حين تتصاعد وتتزايد الطعنات والضغوط لدفع هذه القيادة الى القبول بما هو مطروح على طاولة الحلول وجميعها، تهدف الى تصفية القضية الفلسطينية.
القيادة الفلسطينية تراهن على فوز جو بايدن، وكأن هذا المرشح الديمقراطي، سيمنحها ما تطمح اليه، مع أن الحقيقة غير ذلك، فهو لن يستطيع شطب أو الغاء أية قرارات اتخذها ترامب، واقصى ما يمكن ان يفعله بايدن، هو أن يعيد الى الواجهة من جديد الفريق الامريكي الذي واكب متابعة شؤون الشرق الاوسط في عهد أوباما، ومنهم من عمل في ادارة بيل كلينتون، أمثال السياسي اليهودي الامريكي والخبير في شؤون المنطقةى "توني بلينكن" و "جاك سولبان" و "فيليب جوردون"، وهؤلاء يدركون استحالة تحقيق حل الدولتين، فهذه الرؤية قد نسفت تماما، لصالح عمل اتفاقيات انتقالية طويلة الاجل، بمعنى تبريد الصراع الفلسطيني الاسرائيلي واطلاق مفاوضات مباشرة، على أسس مرفوضة قد تعود القيادة الفلسطينية وتتبناها بضغط عربي، وادارة بايدن لن تقف في طريق قطار التطبيع بين الدول العربية واسرائيل.
وفي حال فاز ترامب لولاية ثانية، فانه سيواصل جرائمه ضد الفلسطينيين، وسيدفع بكل الوسائل لتمرير صفقة القرن، وما يشجعه على استئناف سياساته، هو الحال المتردي في الساحة الفلسطينية من تصارع وانقسام وانشغال بأمور هامشية، أحدثت هزة في اساسات الثوابت الفلسطينية التي ما تزال القيادة تتغنى بها.