والمشاورات بشأن هذه القائمة، يعني أن هناك تمريرا لمشاريع وصفقات التقت عليها الحركتان، وربما فرض عليهما من القوة التي باتت تحتضن حماس وفتح، وتقبلان بنصائحها وارشاداتها ونعني بذلك مشيخة قطر، التي تشكل أحد أهم عرابي واشنطن وتل أبيب، ولا تختلف في شيء أهدافا وسياسات وارتباطات عن السعودية والامارات.
اذا، لماذا الحديث عن مقاومة للتحديات ووضع استراتيجيات مواجهة، وتحقيق توافق يؤسس لمصالحة بين الحركتين؟!
الشارع الفلسطيني ينتظر بفارغ الصبر انتخابات حقيقية تسمح لمن يريد خوضها أن يتقدم بقوة وترحاب نحو صناديق الاقتراع، هذا الشارع ينتظر لحظة أن يوقع القصاص والعقاب بعد كل هذه السنوات من التجاوزات والاستخفاف بالوعي والعقل والمتاجرة بآمال وتطلعات شعب بأكمله.
ويبدو أن ما هو قادم أو ما يطبخ لا تستطيع فتح أو حماس لوحدها أن تتحمله.. لذلك، كان لا بد من دمج الحركتين انتخابيا في قائمة مشتركة لتحصلا على تفويض الشعب بالقبول والتوقيع على ما تخفيه الايام القادمة من صفقات ومشاريع وحلول انجزت في مطابخ قوى خارجية.
وربما، أن أيا من الحركتين غير مطمئنة لنسبة فوز تؤهلها بمواصلة مشوار الحكم والتفرد به، فاضطرتا الى فتح باب التشاور للوصول الى قائمة مشتركة لن تأت بجديد بل ستعيد الاسماء ذاتها التي أكل عليها الدهر وشرب، وجوه كالحة، تثير استياء الشارع ونقمته، فقيادات الحركتين المتنفذة، لا تقبل بسياسة تغيير الادوات حتى لو صدئت، وهذا أحد أهم أسباب فشل سياساتهما.