أما محمد بن سلمان ولي عهده، فبعث بالعديد من الرسائل الى القيادة الفلسطينية لاستئناف المفاوضات مع اسرائيل استنادا الى صفقة القرن، مدعيا أن فيها بنودا ايجابية مهددا بالحصار المالي والتخريب في السياسة، والتصدي لأي تحرك فلسطيني في المحافل الدولية.
هذا التطاول من نظام الردة شجع بندر بن سلطان للتطاول على الفلسطينيين والقائد الرمز ياسر عرفات مروجا لسياسات نظامه الخيانية، مرحبا بخطوات ابن زايد التطبيعية، داعيا الشعب الفلسطيني الى التوقف عن انتقاد خيانات أنظمة الردة.
انها حرب سعودية اماراتية على الفلسطينيين، حرب اعلامية نفسية سياسية لها نفس أهداف حرب آل سعود وآل زايد البربرية على شعب اليمن المظلوم.
أبوظبي والرياض ومعهما في تلاقي المهام والاهداف الدوحة، في استكمال مهمة تصفية القضية الفلسطينية، تتمثل في تمرير صفقة القرن في الساحة الفلسطينية، وفي ذات الوقت جر المزيد من الدول العربية باتجاه بوابة التطبيع مع اسرائيل.
ما هو الرد الفلسطيني الرسمي؟!
الرد الفلسطيني الرسمي مذهل ومستغرب وحقيقة ليس مفاجئا اذا تعمقنا في دراسة السياسات والتحركات والمواقف والعلاقات منذ سنوات.. رد يؤكد تمسك القيادة بسياسة الانتظار وعدم الجرأة والتردد وتصديق الوعود والامال الكاذبة التي لم تجلب الا المزيد من الويلات والفشل وسوء الاداء.
الرد الفلسطيني الرسمي، اتخاذ القيادة الفلسطينية قرار بعدم التعرض لرموز النظام السعودي، حتى لو عبثوا في الساحة الفلسطينية ودمروها والتحقوا بحرس الحدود الاسرائيلي والمشاركة في الاعدامات اليومية بحق الفلسطينيين.
نتساءل "شو القصة"؟! ولماذا هذا الصمت المريب وهل يؤشر لخطوات ومواقف تعد لها الرياض وأبوظبي والدوحة ستنجر اليها القيادة الفلسطينية، أو أنها أبدت موافقة عليها؟!
بصراحة ووضوح ودون مواربة.. هناك غيوم داكنة تتجمع في سماء الساحة الفلسطينية.. فما فائدة الجولات والحوارات المكوكية، فهل من جرأة تنفي أو تؤكد ما ذهبنا اليه؟!
ترى، هل القيادة الفلسطينية مطلعة على الحرب الاعلامية الشرسة التي تشنها المؤسسات الاعلامية السعودية والاماراتية، ووسائل التواصل الاجتماعي على الشعب الفلسطيني، وقد فاقت كل تصور.
وحقيقة ما كان لأنظمة الردة في الخليج أن تتطاول وتهين شعبنا وقضيته وحتى قيادته، لو أن هذه القيادة خرجت عن صمتها بما يثلج صدور هذا الشعب، لا أن تتخذ القرارات التي تدعو الى التسبيح بحمد هذه الأنظمة.. وماذا بعد؟َ!