2024-11-25 08:55 م

ماذا وراء هجوم "بندر" على القيادات الفلسطينية؟

2020-10-07
القدس/المنـار/ في دفاعه عن خطوات التطبيع للدول الخليجة مع اسرائيل، وتحديدا مشيخة الامارات، هاجم بندر بن سلطان السفير السعودي السابق في واشنطن، والذي شغل لسنوات طويلة منصب أمين مجلس الأمن الوطني السعودي القيادات الفلسطينية واتهمها بتضييع القضية مضيفا خلال فيلم وثائقي عرضته قناة العربية الممولة سعوديا أن تجرؤ هذه القيادات على دول الخليج غير مقبول ومرفوض.
الأمير السعودي بندر بن سلطان مقرب من ولي عهد المملكة محمد بن سلمان وابنته تشغل سفيرة للنظام للنظام الوهابي في واشنطن، وخدم عضوا فعالا في جهاز المخابرات الامريكي، وخلال تسلمه جهاز الامن السعودي فتحت واسعة أبواب التنسيق الأمني بين الرياض وتل أبيب، وشارك في عدد من عمليات الاغتيال لقيادات المقاومة، خاصة اللبنانيين. ونشط بقوة لصالح اسرائيل خلال حرب لبنان الثانية عام 2006، وقام خلال هذه الحرب بزيارة سرية الى اسرائيل والتقى ايهود اولمرت رئيس الوزراء انذاك في أحد الفنادق الفخمة في القدس الغربية، وسلمه شيكا بمليار دولار تمويلا لهذه الحرب راجيا استمرارها ضد حزب الله، وتاريخ بندر بن سلطان الاستخباري مع أجهزة الأمن الامريكية والاسرائيلية حافل بارتكاب العديد من الجرائم.
وكانت جريدة (المنــار) الفلسطينية أول من كشف عن زيارة بندر بن سلطان السرية الى اسرائيل ولقائه مع اولمرت رئيس وزراء اسرائيل انذاك خلال حرب لبنان الثانية، ويرى مراقبون أن تهجم بندر بن سلطان على القيادات الفلسطينية وفي هذا التوقيت له أهدافه، ويؤشر لخطوات سعودية مرتقبة على صعيد التقارب والتطبيع السعودي مع اسرائيل.
فهو من ناحية يظهر بهذه المقابلة التلفزيونية دعمه لولي العهد السعودي في مواجهة معارضيه وهو الذي يتهيأ لتولي الحكم في المملكة خلفا لوالده سلمان بن عبدالعزيز، بمعنى أن بندر يعرض خدماته وخبرته في المجال الاستخباري في هذه المرحلة الحرجة، وما ينتظر المملكة من تطورات وتغيرات في مجالات مختلفة وردود فعل داخلية وخارجية على خطوات التقارب والتحالف مع اسرائيل.
من جهة ثانية، فان تهجم بندر بن سلطان على القيادات الفلسطينية يؤشر لحصار سعودي مرتقب للشعب الفلسطيني وقيادته على الصعيدين المالي والسياسي، وهنا، تجدر الاشارة الى الرسائل التهديدية التي تلقتها القيادة الفلسطينية من ولي العهد السعودي ومطالبته اياها بالعودة الى المفاوضات على اساس بنود صفقة القرن واصفا بعضها بالايجابية.
وسوف نشهد في الفترة القريبة القادمة تخليا خليجيا كاملا عن القضية الفلسطينية ومشاركة أنظمة الخليج بقوة وبكل الوسائل في تمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية، وتأتي هذه المقابلة في وقت يشهد لقاءات وحوارات بين الفصائل والقيادات الفلسطينية، بهدف التوتير والتخريب والادانة، ونشر الادعاءات والاباطيل، مما يؤكد رفض المملكة السعودية لأية جهود تهدف توحيد الصف الفلسطيني وانهاء الانقسام وتنفيذ خطوات دستورية.
ان تهجم بندر بن سلطان يؤكد الانباء التي تتحدث عن المهمة الجديدة التي يضطلع محور التطبيع لتنفيذها في الساحة الفلسطينية الذي يصر على انتزاع الورقة الفلسطينية لصالح سياساته ومصالحه، مما ينذر بحرب خليجية شرسة ضد الشعب الفلسطيني، وما لذلك من تداعيات خطيرة، فما تفوه به بندر بن سلطان يؤكد خطورة الدور السعودي المرسوم في تل أبيب وواشنطن.
وبندر بن سلطان الذي يدافع عن تطبيع مشيخة الامارات مع اسرائيل، ويدعم بقوة اشهار العلاقات بين اسرائيل والسعودية، هو عراب التطبيع الأول وهجومه على القيادات الفلسطينية بداية لتغيير الخطاب السعودي العام اتجاه اسرائيل، فهو الذي تواصل مع يهود أمريكا عندما كان سفيرا في واشنطن واصطحب وفدا يهوديا الى الرياض للقاء الملك فهد بن عبدالعزيز ضم في صفوفه أعضاء في حزب الليكود وهو بطل صفقات السلاح منذ عام 1981.