أعلن الرئيس الأميركي دونالد ترامب إصابته بفيروس كورونا هو وزوجته ميلانيا، بعد إصابة مساعدته هوب هيكس. لكن ماذا في التفاصيل؟
ما مدى خطورة كورونا على صحة ترامب؟
التقارير الطبية تشير إلى أن إصابة الرئيس الأميركي الذي يخوض آخر مراحل السباق الرئاسي بكورونا تشكل "أخطر تهديد" على صحته، خاصة أنه كبير في السن، ويعاني من السمنة ومشكلة في القلب. ومن المعلوم أن كورونا له تأثير أكبر على كبار السن والذين يعانون من مشاكل صحية مزمنة.
ووفقاً للمراكز الأميركية لمكافحة الأمراض والوقاية منها، يواجه الأشخاص في الفئة العمرية 65-74 خطراً أكبر بخمس مرات، و 90 ضعفاً لخطر الوفاة جراء الإصابة بكورونا، مقارنة بالشباب الذين تتراوح أعمارهم بين 18-29.
ويبلغ وزن الرئيس ترامب 244 رطلاً أي ما يقارب 110 كيلو، ويبلغ طوله 6 أقدام و 3 بوصات أي حوالى 187 سنتمتراً. وهذا يعطيه مؤشر كتلة جسم يبلغ 30.5، مما يجعله بديناً.
ومن غير المعروف ما إذا كان ترامب يعاني من حالات طبية أخرى يمكن أن تضعه في فئة عالية الخطورة. لكن في أيلول/سبتمبر من العام 2019، قام ترامب برحلة سرية إلى مركز "والتر ريد الطبي العسكري الوطني" وأمضى أكثر من ساعتين.
وفي وقت سابق، نشرت صحيفة "إندبندنت" البريطانية مقالاً تحت عنوان: "ماذا لو أصيب ترامب بفيروس كورونا؟" قال الكاتب فيه إن "كورونا يشكل تهديداً للرئيس الأميركي لأن عمره يناهز 74 عاما ويعاني من زيادة الوزن ولا يمارس سوى القليل من التمارين الرياضية ويعاني من مشكلة في القلب، ويُعد نظامه الغذائي غير صحي، وفق استنتاجات الطبيب السابق في البيت الأبيض روني جاكسون".
ورأى الكاتب أن ترامب سيحصل على رعاية طبية فائقة العناية في حال أصيب بالفيروس. ونظراً لأن إصابته قد تتسبب في حالة استنفار، فمن المرجح أن يقع الاتصال بالوزراء وكبار المساعدين والمشرعين في الحزب الجمهوري، والأصدقاء وغيرهم من قادة العالم.
ودعا الكاتب في مقاله لتخيل ترامب خاضع للحجر الصحي وهو يراجع بيانات الاستطلاع التي تظهر تقدّم بايدن على المستوى الوطني وفي كل ولاية.
وتساءل الكاتب "عما سيوقف مرشحاً رئيسياً مصاباً ويخضع للعلاج من اتخاذ خطوة حاسمة، من خلال اتهام الصين ليس فقط "بمهاجمة" الولايات المتحدة، ولكن بمهاجمة رئيسها؟"
ونقل الكاتب عن مسؤول سابق في البيت الأبيض قوله إن "ترامب بارع في التلاعب بالحقيقة وتحويلها إلى كذبة، والإصرار عليها"، معتبراً أنه "لا يستطيع أن يحكم أو يُسيّر الأمور، ولكن يمكنه بالتأكيد أن يشوه الحقائق ويجعل الكذب يبدو مقنعاً".
ويخلص الكاتب إلى أنه "لا أحد يجيد لعب دور الضحية أفضل من ترامب. ويظهر ذلك من خلال رد فعله الأخرق على التغطية الإعلامية السلبية والأسئلة الصعبة التي يطرحها الصحفيون".
طبيب ترامب قال إنه يتوقع أن يواصل الرئيس عمله أثناء فترة الحجر الصحي التي سيمضيها الأخير وزوجته في البيت الأبيض، وأشار إلى أنه سيحافظ والفريق الطبي في البيت الأبيض على مراقبة يقظة حيال تطورات صحة ترامب.
إصابة ترامب تضع أميركا في دائرة الخطر
قد تكون إصابة ترامب بكورونا مزعزعة للاستقرار في مناخ سياسي مشحون بالفعل، وهذا ظهر بالفعل فوراً عندما تراجعت العقود الآجلة لسوق الأسهم الأميركية.
وقالت وسائل إعلام أميركية إن تشخيص الرئيس الأميركي يضع الولايات المتحدة في نقطة ضعف، على الصعيدين المحلي والعالمي، ومن منظور الأمن القومي، أميركا في "عمق منطقة الخطر"، وإنها قد تكون هذه أخطر لحظة تواجهها الولايات المتحدة على الإطلاق.
ووفق الإعلام الأميركي فإنه على المستوى الاستراتيجي إن فكرة أن الرئيس كان غير راغب أو غير قادر على القيام بما هو ضروري لحماية نفسه لا يوحي بالثقة في مصداقية الولايات المتحدة لمواجهة التحدي العالمي، وهذا انتصار كبير لخصوم أميركا، وهذا ضعف رئيسي.
كما أن هناك تساؤلات حول مصير المناظرات المقبلة وامكانية تغيير طريقتها.
وأظهرت العديد من التقارير استخفاف الرئيس الأميركي بخطورة الفيروس، خاصة وأنه رفض مراراً ارتداء الكمامة وسخر من بايدن لارتداءه الكمامة، كما أجرى مؤخراً حفلاً مزدحماً خالياً من إجراءات الوقاية من كورونا بمناسبة ترشحه رسمياً للانتخابات الرئاسية.
إصابة ترامب تثير تساؤلات حول تعامل البيت الأبيض مع عدوى هيكس
قالت التقارير الإعلامية الأميركية إن ترامب، أصيب بفيروس كورونا بعدوى من مساعدته هوب هيكس، لكن غير مؤكد من أصاب من.
هيكس كانت تعاني من عوارض الفيروس نهار الأربعاء، اليوم الذي أجرى فيه الرئيس ومنافسه جو بايدن مناظرتهما الأولى في السباق الرئاسي.
ولكن الذي يثير التساؤلات، أنه في البيت الأبيض يتم فحص كل من يخالط الرئيس الأميركي يومياً في الصباح، وليس من الواضح إن كان هناك علم بإصابة هيكس.
هذا وأشارت وسائل إعلام إسرائيلية إلى أن "ترامب زار نيوجرسي رعم معرفة مسؤولين كبار في البيت الأبيض بأن مستشارته مصابة بكورونا".
أيضاً، من المحتمل أن ترامب عرّض أعضاء مجلس الشيوخ الجمهوريين للفيروس الذي يمكن أن يقضي على حظوظ مرشحته للمحكمة العليا.
العديد من المسؤولين بمن فيهم بايدن قد يكونون مصابين بكورونا
مع وجود 3 أشخاص في البيت الأبيض: ترامب، وميلانيا، وكبير مساعديه هوب هيكس مصابين بفيروس كورونا، تثار أسئلة حول عدد الأشخاص داخل الإدارة الذين ربما قد يكونوا مصابين أيضاً بفعل المخالطة.
الإعلام الأميركي يقول إنه رغم أن بايدن كان على مسافة بعيدة بما فيه الكفاية من ترامب أثناء المناظرة، ربما لم يقضوا وقتاً قريبين من بعضهما البعض، لكنه سيحتاج إلى اختبار أيضاً، كما سيحتاج جميع موظفو حملة ترامب إلى الاختبار أيضاً، فيما جاءت نتيجة اختبار كورونا لوزير الخارجية الأميركي وزوجته، سلبية.
(الميادين+وكالات)