2024-11-25 05:30 م

الأيدي على القلوب.. هل حقا ستجري الانتخابات التشريعية؟!

2020-09-30
القدس/المنـار/ اذا خلصت النوايا وصدقت المساعي، ونجح المتخاصمون في الساحة الفلسطينية في الفكاك من قيود المحاور وجميعها مرتدة خائبة مأجورة.. ونصبت صناديق الاقتراع لاجراء الانتخابات التشريعية أولا، فان هناك معطيات وممارسات اذا لم تتغير وتتبدل، فان عقاب المقترعين للحركتين الكبيرتين سيكون مؤلما، فصناديق الاقتراع فرصة للمقهورين لانزال القصاص بالخارجين على ارادتهم، ومرتكبي التجاوزات في المؤسسات على اختلاف تسمياتها.
واذا افترضنا الصدق في التصريحات والتغني من على شاشات التلفزة بأن الانتخابات قادمة، وليس مجرد تخدير وتغييب وهروب، فان تطورا جديدا ايجابيا ستشهد الساحة الفلسطينية ولادته.. والنتائج ستكون ذات دلالات هامة وستفرض وضعا جديدا دافعا الى الامام من حيث التطلعات ومواجهة التحديات.. بعد تفكيك سوء الاداء والاحباط، ومحطما لدوائر الانتظار المحيطة بصناع القرار.
نحن أمام ستة شهور ترقبا لبشائر انتظرناها منذ سنوات طويلة خسرنا فيها الكثير، فشلا وتراجعا واختراقا، وما نخشاه أن تكون الستة شهور القادمة هامشا واسعا لاطراف الصراع لطرح ذرائع التأجيل والخضوع لقوى ومحاور لديها ترتيبات مخالفة لما يتمناه هذا الشعب، بمعنى أن الحديث عن اجراء الانتخابات قد يكون التقاط أنفاس للمتصارعين، وطوق نجاة من ردود فعل شعبية قاسية رافضة لهذه الملهاة، ردود ترفع شعار "طفح الكيل" ولهذا تداعيات كبيرة وخطيرة لن يسلم منها المتصارعون الذين أمضوا سنوات في تراشق الاتهامات وطرح الادعاءات يلهثون وراء العواصم حاملين ملف المصالح، مع أنه لو صدقت النوايا وسقطت المنافع الذاتية، والتعلق بأحبال هذا المحور أو ذاك، لتوجت المصالحة في رام الله وغزة بدلا من هذه "الشحشطة" في القاهرة والدوحة واستنبول ومكة وجميعها عاشقة لأجندة واشنطن واسرائيل، وليست معنية بالمصالحة وان ادعت الحرص عليها.
في الساحة الفلسطينية قلق ممزوج بالاحباط والمرارة، وهناك خشية من التلاعب والكذب وسوء النوايا، وبأن أمرا ما يجري "طبخه" وفترة الستة شهور ليست لاجراء الانتخابات، وانما زمنا معطى لـ "الطباخين" لانجازه ثم تمريره، حتى هناك خوف من أن الانتخابات هي لجلب المتخاصمين الى طاولة التفاوض حول حل مشوه أعرج، تحت قناع الشرعية، والسبب في هذا الخوف هو أن الوسطاء لاعبون مركزيون في لعبة دونالد ترامب ـ بنيامين نتنياهو، المسماة بـ "صفقة القرن" خاصة بعد أن فتحت أبواب التطبيع أمام المرتدين.