2024-11-27 01:36 م

لماذا تغطي قيادات فلسطينية على الموقف الخياني لمشيخة قطر؟!

2020-09-21
القدس/المنـار/ لا يختلف اثنان عاقلان على أن ما يسمى بـ "الربيع العربي" كان مؤامرة لتصفية القضية الفلسطينية كهدف نهائي بمشاركة عشرات الدول وتمويل خليجي، وبشكل خاص من قطر والسعودية والامارات، هذه المؤامرة دمرت ساحات عربية واشغلتها عن قضايا الامة، ووضعت تقسيم دولها أحد الاهداف وصولا الى الهدف الأهم وهو شطب الحقوق الفلسطينية.
الدول الثلاث جندت عشرات الاف الارهابيين ودفعت بهم الى دول عربية في مقدمتها سوريا ارهابا وقتلا وتخريبا وشنت الحروب على اليمن وليبيا، وما تزال تمارس نفس الدور المرسوم لها في واشنطن وتل أبيب.
مشيخة قطر تلعب بالورقة الفلسطينية حسب ما تؤتمر به من المشغل الأمريكي الاسرائيلي، وهي ممسكة بالسلطة الفلسطينية وحركة حماس، لكنها تعمل بطرق عدة على منع وعرقلة انهاء الانقسام، ويبدو أن الطرفين المتخاصمين مستفيدان من هذا الوضع، لذلك ليس هناك أمل على الاقل من حلال الحوارات التي نعهدها أن تنجز هذه المصالحة.
بالامس عبرت الامارات بوابة التطبيع مع اسرائيل، واليوم تقترب الدوحة من هذا الباب، الدولتان ارتبطتا بعلاقات حميمية مع تل أبيب منذ سنوات طويلة، وجاءت لحظة اشهار هذا الزواج.
لكن، المستهجن أن البعض في الساحة الفلسطينية لا يريد أن يقترب من الحديث عن الارتباط القطري باسرائيل، مع أن الدوحة أكدت في الاجتماع الاستراتيجي مع الولايات المتحدة ان افاق الوصول الى حل للصراع الفلسطيني الاسرائيلي هو التفاوض على اساس الرؤية الأمريكية، أي حل هذا الصراع في اطار صفقة القرن، وهذا الموقف أخطر من التطبيع، بمعنى أن التطبيع هو المدخل لحل تصفوي للقضية الفلسطينية، وهذا ما تسعى اليه الامارات وقطر التي باتت تمسك ببوابة التطبيع، لتواصل دورها في دفع القيادة الفلسطينية الى طاولة التفاوض على اساس بنود صفقة القرن التي يجري تطبيقها على الارض والمطلوب الان هو توقيع هذه القيادة.
الربيع العربي كان المدخل للتطبيع، بعد تدمير الساحات العربية والتطبيع هو المدخل لتمرير حل تصفوي للقضية الفلسطينية ومشيخة قطر شريكة في هذه المؤامرة الشنيعة القذرة، لقد رد الشارع الفلسطيني على الامارات التي طبعت مع اسرائيل، ثم طولب بالتوقف عن ذلك، واليوم عندما أكدت الدوحة أنها ذاهبة للتطبيع، والى ما ابعد من ذلك، سارعت القيادة تطلب عدم المساس بحكام المشيخة، بل أن بعض القيادات وصفوا قطر بأنها الداعم القوي للقضية الفلسطينية، وثمنوا عاليا ما أسموه بـ "تأكيد المشيخة الشقيقة" ضرورة انهاء الاحتلال واقامة دولة فلسطينية وعاصمتها القدس الشرقية وانتقدت هذه القيادات ما أسمته بـ "حملات الاعلام المضللة" التي تحاول على حد زعمها خلط القضايا وتشويه صورة المشيخة القطرية!! ومن بين هذه الردود، كان رد امين سر اللجنة التنفيذية لمنظمة التحرير الذي على ما يبدو لم يقرأ جيدا ما خرج به الاجتماع الاستراتيجي بين الدوحة وواشنطن، وأيضا، لا يعلم أن للمشيخة دورها في ضرب التطلعات الفلسطينية، وبأنها أحد رعاة الارهاب والتخريب في الساحة العربية، وتقف اليوم على بوابة التطبيع، اذا، ما الفرق بين الامارات وقطر، كلتاهما مجرمتان بحق شعبنا وتعملان لصالح المخططات الامريكية والصهيونية.
ما يحز في النفس أن هناك قيادات في الساحة الفلسطينية تقلل من وعي الشعب وتستخف بهذا الوعي، وتطالبه أن يلوذ بالصمت أمام جرائم قطر وغيرها، هذه السياسة الضبابية والمتعمدة المبنية على المصالح والوعود الكاذبة هي التي أوصلتنا الى ما نحن فيه من كوارث وتعدي على الحقوق والمس بصدقية وقدسية القضية.
ليس هناك موقف ثابت وواضح للقيادة الفلسطينية من هذا الذي يجري في المنطقة، ولا توجد استراتيجية سليمة واضحة للتعاطي مع المتغيرات والتطورات وبناء العلاقات مع الدول والقوى في الاقليم، هذا الحال هو الذي شجع أنظمة الردة على التطبيع مع اسرائيل.
ما الفرق بين الامارات وقطر، من حيث المواقف وأدوار الخيانة، لماذا هذا الاستخفاف بوعي الشعب، وهل التصريحات الكاذبة بدعم الفلسطينيين واقامة دولة لهم، في وقت تتواصل فيه هذه الخيانات كاف لأن تلجم الألسن عن الانتقاد، والصمت ازاء هذا التردي والانهيار، والاقتداء بموقف القيادة الخجول والمتراخي.
الامارات ما تزال تؤكد أنها مع دولة فلسطينية، وأقدمت على التطبيع ومشيخة قطر هكذا، أليست هذه الادعاءات كاذبة، فلماذا تقوم القيادة بالتغطية على المشيختين؟!