2024-11-25 06:51 م

دعونا نتصارح... لا دحلان ولا غيره لتفتح صناديق الاقتراع.. أولا!!

2020-09-17
القدس/المنـار/ الحديث عن تغيير قيادات وتنصيب أخرى يأتي في اطار عملية صياغة المشهد السياسي الفلسطيني، التي قد بدأت بالفعل... والمنطقة مقبلة على ترتيبات جديدة بمشاركة واسعة، بعض المشاركين يتحدث عنها علانية والبعض الاخر شريك من تحت الطاولة، وان تقنع بانتقاد هنا وشتيمة هناك.
عملية صياغة المشهد السياسي بدأت.. واثارها ومسارها واضح، وأهدافها جلية اشغال واقصاء.. وجر لطاولة صياغة الحل التصفوي.. وهذا ما لا يدركه أصحاب التصريحات الرنانة المدافعة حقا، والكاذبة أصلا. المنطقة مقبلة على شكل مختلف في ظل غياب الشعوب وصمتها، وعدم رغبتها في النهوض.. واجترار القادة لكلام صدع الرؤوس وابتعاد أصحاب المواقع عن لب الموضوع وجوهره، وسيطرة الصغار من أصحاب المصالح وغالبيتهم اما مخترف أو مرتبط على اذهان صناع القرار، الذين يغرقون في بحر "الشوارين" و "المستشارين" و "الناصحين" غير المؤتمنين، وما اكثرهم في مواقع المسؤولية.. لعبتهم التضليل والتغييب والدفع بالمسيرة الى القاع والانهيار.
في الحال الفلسطينية، أمور كثيرة يجب أن يعاد دراستها ومناقشتها والوقوف عندها.. والدعوات لذلك كثيرة، لكن، لا حياة لمن تنادي.. الاذان مغلقة والافئدة تاهت والعقول تم استحواذها، ولأن عملية صياغة المشهد التي استهزأ البعض بها تجري اليوم على قدم وساق، نقول، دعونا نتصارح، قبل "وقوع الفؤوس في الرؤوس".
اختيار القيادة يتأتى عن طريق صناديق الاقتراع.. وما عدا ذلك باطل وضحك على الذقون، واستخفاف بالشعب، والشعب الفلسطيني رضي البعض أم غضب، يعيش حالة تذمر متصاعدة عدة والاسباب كثيرة ويجب الالتفات الى هذا الوضع..
الشعب الفلسطيني، الريادي في التفكير والطرح والابداع والعاشق للحرية راغب في الانتخابات منذ سنوات طويلة.. لكن، جاء الانقسام الشنيع، ليضعه أمام المحظور، ان تظاهر، يتضح الانقسام، فمن يقول هذا التظاهر وراؤه حماس.. فيمصت أهل فتح والعكس أيضا.. فاستمر الحال واستفاد الطرفان من هذه المعادلة التي بناها الانقسام.
اليوم.. الشعب، لم يعد مرتعا لكذب وادعاءات القادة، وحرصهم الزائف وهو يرى الويلات تأكل من جسده، ولم تعد تقنعه التبريرات الواهية والشعارات الكاذبة، ممن هم مرفوضون من جانبه، الشعب غاضب لأن هؤلاء ما زالوا في مواقع المسؤولية، ورائحتهم الكريهة زكمت الانوف.. وتسببوا في التطاول على رأس الهرم، وهناك من يتساءل لماذا هم باقون الى الان.. وهنا الخطورة، فمن يقول ليأت من يأت وتسلم القيادة، ما دام التغيير المطلوب لم يحصل، وما دامت رغبة الشعب ومطالبه لا تؤخذ في الحسبان... حتى لو "أتوا بـ زط عوين" نحن موافقون.. وهذا مؤشر خطير لعل يدركه رأس الهرم الذي ترفع الجدران من حوله، وفي الشارع تثار التجاوزات بالتفضيل سرقة وتوظيفا ونهبا واستغلال مواقع، وفي المؤسسات تراكمت المظالم والشكاوى "ولا عند اقريش خبر".
هذا هو الحال.. وفي ظله، جاءت صياغة المشهد السياسي الفلسطيني وحتى لا تتم هذه الصياغة، وقطع الطريق عليها، مطلوب نصب صناديق الاقتراع.. ويعطى للشعب حق وحرية الاختيار بعيدا عن التزوير والاستزلام والنخويف والتهديد بقطع الأرزاق. ضرورة نصب صناديق الاقتراع والابتعاد عن المقاييس الاجرامية الدنيئة المعوجه في اختيار المرشحين، ولتبتعد الوجوه الكالحة والشخوص التي نهبت وسرقت وفظعت غدرا وخيانة وكذبا وحقدا وانتقاما واشعال فتنة، واحتكرت كل شيء من وظائف وتجارة..
لا بد من تجديد الشرعيات.. لا بد من مجلس تشريعي حقيقي، لا تلاعب في اختياره، ولا كوتات استزلام وأدوات مشتراة وجزم لخوض المراحل والبرك الآسنة... مجلس تشريعي يقيم العدالة ويعيد الحقوق لاصحابها.. ويتعهد بفتح الملفات ودراسة ما يجري في المؤسسات.. ورفض ما هو غير سليم.
قبل صياغة المشهد السياسي من جانب الغرباء والاعداء والمشبوهين، يفترض اجراء انتخابات رئاسية أيضا.. ولينجح من ينجح.. أي من يختاره الشعب،وهنا، ننصح أن يعاد ترتيب البيت الداخلي، والتخلص من الأدران والطحالب قبل أن يخوض أحد ممن هم في دائرة صنع القرار، وان كان الرئيس محمود عباس والذي نجزم أن تقارير صادقة عن حال الشارع ورغباته وأوضاع المؤسسات وما يدور في داخلها لا تصله أبدا، وأيضا.. الادهى والأخطر، أن البعض في دوائر صنع القرار مرتبطون ومخترقون، وتربطهم علاقات وثيقة مع الذين يراد لهم أن ينزلوا بالبراشوت للامساك بالسلطة والقيادة، وهناك العديد من "الادعياء" يسرحون ويمرحون، وما أخطر من "الدعي" على القائد .. فهو الذي سيتحول الى طعنة غادرة في جسد الزعيم اذا غادر موقعه لهذا السبب أو ذاك.
اذا، الشعب هو الذي يختار قيادته ورئيسه، وليواصل فريدمان وغيره النباح والعواء، لكن، لا بد من مواجهته بجدار قوي وخطوات مدروسة، وعملية انتخابات نزيهة سريعة وشفافة، في اطار تجديد الشرعيات حتى يتلاشى ادعاء الخصوم بأن الشرعيات أكل الدهر عليها وشرب. ووعي الشعب أكبر بكثير، من سياسات الاعداء ومخططاتهم، فلا دحلان ولا غيره، بدون صناديق الاقتراع والشارع ينتظر بفارغ الصبر ليقول كلمته.. واذا لم تفتح هذه الصناديق فان من هم في السلطة والقيادة، حكومة أو رئيسا أو قيادات فصائل وحركات يتحملون مسؤولية صياغة المشهد السياسي الذي تتولاه الان امريكا وأدواتها وعملاؤها، وفرضه على الشعب الفلسطيني وجسده مثخن بالجراح والالام والطعنات...
ما صرح به فريدمان ليس زلة لسان، والرجل ليس غبيا، وهو في طاقم محاربة الشعب الفلسطيني، فليأخذ تصريحه على محمل الجد قبل فوات الاوان، ولينهض الحريصون من سباتهم، وأن لا يستمروا في النوم على اذانهم. 
لتفتح صناديق الاقتراع.. وليختار الشعب ممثليه بحرية...