2024-11-25 07:23 م

مؤتمر بيروت ـ رام الله .. اذا لم تتحقق المصالحة فلتغادر القيادات الميدان

2020-09-03
القدس/المنـار/ واخيرا يلتقي قادة الفصائل والحركات والتنظيمات الفلسطينية عبر "الفيديو كونفرنس" من بيروت ورام الله، لقاء فرضته تطورات صعبة تستهدف تصفية القضية الفلسطينية مهما حاول المشاركون في صنعها تغليفها غشا وخداعا وكذبا وقناعا لأدوارهم العدائية والخيانية.
احداث كثيرة وقعت وتداعت الفصائل للقاءات لم تتم، وتلك التي انعقدت خرجت صفر اليدين، فالعلة في هذه القيادات مشتتة الولاءات والتحالفات والأهداف، فالتطبيع الاماراتي الاسرائيلي، ما كان ليحدث، لو أن هذه القيادات متوحدة على الهدف والبرنامج والمسار، لكنها منقسمة على نفسها، ولم تقف في وجه أحداث سابقة، مرت دون ردود، حتى المقاومة الشعبية السلمية تم تحجيمها ومحاصرتها.
هذا اللقاء هو مفصلي، واذا لم تخرج هذه القيادات موقف موحد وجدي، عليها أن تترك الساحة وترحل، هذا اذا لم تجر محاكمتها على الاخطاء الفادحة التي ارتكبتها طوال السنوات الماضية، ولعدم التوافق على استراتيجية سليمة مدروسة قادرة على مواجهة التحديات بما فيها تآمر أنظمة عربية تخندقت في الخندق الاسرائيلي.
لقاء بيروت ـ رام الله، هو الفرصة الأخيرة أمام الفصائل الفلسطينية وبشكل خاص فتح وحماس لتعزيز وحدة الصف الفلسطيني ونقطة انطلاق لانهاء الانقسام وتحقيق المصالحة، والتوقف عن تنقل هذا الملف بين العواصم التي ليس في صالحها توحيد جناحي الوطن.
هذا اللقاء اذا لم تثبت فيه الفصائل جديتها وحسن نواياها، وتنجز المصالحة والكف عن الارتماء في ملعب المحاور، فان على القيادات أن تخجل وتغادر الساحة بسبب فشلها وعجزها وتواطؤها، متحملة مسؤولية هذا الانهيار وهذا التطاول من العابثين في ساحة تئن تحت وطأة الانقسام.
ما أقدمت عليه مشيخة الامارات، ما كان ليحدث لو أن هناك وحدة في الموقف، وعدم انقسام وتراجع في الاداء، ان حالة الضعف في الساحة الفلسطينية بفعل سياسات الفصائل والقيادات شجعت أبوظبي وغيرها على مواصلة تآمرها على القيادة الفلسطينية، لا نريد لهذا اللقاء أن يكون انعقاده مجرد هبة تتلاشى سريعا واستعراض فاضح ومجرد "بريان عتب" فلقد سئم هذا الشعب، كذب التصريحات وعقم الأدوات والتصارع داخل لعبة المحاور.
ضعف القيادة الفلسطينية، وفشل سياساتها، وعدم انجاز المصالحة، أحد أهم الأسباب التي تدفع أنظمة الردة على المضي بكل الوسائل لتصفية القضية الفلسطينية.
هذه القيادات أدواتها صدئة، مرتمية في أحضان المرتدين، تنفذ سياساتهم وأجنداتهم، وما لم يتوقف هذا العبث، فان تطورات اخرى رهيبة ستضرب عدالة الحقوق الفلسطينية.
الفصائل مدعوة الى انهاء الانقسام، والكف عن التصارع لصالح المحاور المرتدة، والطريق لتحقيق ذلك واضح، وسهل، وعدم سلوكه، يعني، تواطؤ القيادات ومشاركتها المرتدين في مخطط تصفية القضية الفلسطينية.