2024-11-27 03:42 م

غزة - لبنان: جبهة واحدة تؤجل التصعيد ام تقرب الحرب؟

2020-08-14
علي منتش*

عن سابق انذار قررت حركات المقاومة في غزة التصعيد في مواجهة العدو الاسرائيلي، فبدأت موجات البالونات الحارقة تستهدف مناطق غلاف غزة، وكذلك دخلت امس وحدات من القناصين لحماية عناصر اطلاق البالونات الحارقة.

لم يأت التصعيد في غزة من عبث، بل على العكس استغلت حركة "حماس" انشغال تل ابيب بالتوتر عند الحدود اللبنانية واستنفار الجيش الاسرائيلي في شمال فلسطين المحتلة لتحقيق امرين، الاول توجيه ضربات جدية ومحاولة كسر قواعد الاشتباك في غزة، اذ ان تل ابيب ليست قادرة على رد بعنف خوفاً من التصعيد الذي لا تريده لانها ترغب بالتركيز على الجهة الشمالية.

اما الامر الثاني الذي حققته "حماسط هو التقليل من قدرة اسرائيل على الذهاب بعيدا في التصعيد ضد "حزب الله" في حال قرر الرد على القصف في سوريا لأنه سيعتقد ان هناك جبهة ثانية تنتظره في غزة.
وتعتقد المصادر ان "حماس" تحديدا ارسلت رسائل واضحة في اكثر لحظة سياسية حساسة في المنطقة انها باتت جزءا من منظومة سياسية وعسكرية مقربة من ايران وان اعادة تموضعها في هذا المحور انتهت.

واكدت المصادر ان لحظة التصعيد في غزة كانت عند انشغال لبنان بإنفجار مرفأ بيروت، اي عند لحظة الضعف التي شعر بها "حزب الله"، او الاصح لحظة عجز الحزب عن الرد على اسرائيل لأن اي تصعيد اسرائيلي في فترة الانفجار سيكون مدمرا للمجتمع اللبناني، فجاء التصعيد في غزة ليمنع اسرائيل او يرسل لها رسالة ان غزة وجنوب لبنان منظومة قتالية واحدة تعمل على احداث توازن بين الجبهتين.

وترى المصادر ان التصعيد في غزة بالتزامن مع استمرار الاستنفار في الجنوب بانتظار رد "حزب الله" يعني ان احتمالات التهور الاسرائيلية باتت ضئيلة جداً.

وتقول المصادر ان مؤشرات توحيد الجبهات بدأت عندما سرب "حزب الله" معلومات انه قد يعود للعمليات العسكرية ضد اسرائيل في حال اشتعال الجبهات في فلسطين لو قامت تل ابيب بضم الضفة الغربية، لكن الضم لم يحصل. منذ ذلك الحين كان واضحا ان هناك قرارا واضحا بجعل جبهة الجنوب اللبناني وجبهة غزة، في تنسيق عملاتي واضح بدأ الاعداد له قبل اكثر من سنتين.


(لبنان24)