2024-11-25 03:33 م

فاجعة بيروت.. التداعيات والأسباب وذرائع اعداء لبنان

2020-08-05
القدس/المنـار/ الانفجار الرهيب الذي ضرب مرفأ بيروت وألحق دمارا هائلا في العاصمة اللبنانية وأوقع خسائر مادية وبشرية كبيرة، ذريعة جديدة للقوى المتربصة بالدولة اللبنانية خارجية كانت أم داخلية، لتحقيق أهداف عجزت عن انجازها طوال السنوات الماضية.
لبنان يعيش أخطر مراحله، والعابثون في ساحته كثيرون، دول عظمى واقليمية لها وكلاؤها ومقاولوها في هذه الساحة، يريدون تحويل لبنان الى دولة فاشلة مسلوبة الاستقلالية والسيادة ومحاصرة، تمهيدا للانزلاق الى الفوضى الشاملة والذهاب الى المجهول، والمس بالمقاومة التي تقض مضاجع اسرائيل.
الفاجعة التي لحقت وأصابت العاصمة اللبنانية، تفرض على القيادة اللبنانية التحقيق في الامر، وكشف الجهات التي تقف وراء الابقاء على المواد المشتعلة مخزنة في المرفأ.. ولماذا لم يتم اتلافها وقد تم مصادرتها في العام 2014، وتفيد مصادر لبنانية أن التحقيق في الحادث المأساوي، سيكشف الكثير من الاسرار، ولمن كانت سترسل شحنة النيترات الضخمة، ومن يقف وراؤها، وتوقيتها الذي تزامن مع المؤامرة والحرب الارهابية على عدد من الساحات العربية، وبشكل خاص الساحة السورية.
تفجير مرفأ بيروت يأتي في وقت تفرض فيه أمريكا ودول خليجية وفرنسا حصارا ماليا على الشعب اللبناني، وترفض في الوقت ذاته أن تتجه الدولة اللبنانية الى جهات اخرى طلبا للدعم والمساعدة، هذه الجهات التي تعمل في خدمة اسرائيل، تقف وراء انهيار النظام المصرفي، وتدفع باتجاه احداث فراغ سياسي ونشر الفوضى وصولا الى ضرب حزب الله ونزع سلاح المقاومة، الجهات المذكورة تسعى لأن يبقى لبنان مخنوقا اقتصاديا، وأن يقطع أية اتصالات مع سوريا وايران، وينضم الى محور الخيانة المسمى بمحور الاعتدال الذي من مهامه أيضا تصفية القضية الفلسطينية.
هذه الكارثة التي يجب أن يحاسب عليها المتسببون بها، اهمالا أو عمدا، ومساءلة الحكومة التي عاصرت تخزين هذه المواد المتفجرة، سوف تستغل من جانب أمريكا وأدواتها في الاقليم وداخل الساحة اللبنانية، ذريعة اضافة للحال الاقتصادي الصعب الذي يعاني منه الشعب اللبناني بفعل الحصار متعدد الاشكال المفروض عليه للاطاحة بالحكم ودخول ساحة لبنان المجهول.
رغم الخسائر البشرية والمادية الضخمة التي لحقت بأبناء لبنان، فان الرد على هذه الكارثة ومواجهتها هو بالوحدة ورفض كل أشكال الحصار، وفضح اشتراطات الجهات المحاصرة، ووضع حد للقوى اللبنانية المشاركة في هذه المؤامرة وضرورة أن تلجأ الدولة الى الدول الجادة في دعم الشعب اللبناني، بدون اشتراطات وأن ترفض جماهير لبنان وحكومته اشتراطات وقيود الجهات المتآمرة.
ويلاحظ هنا، أن أدوات أعداء لبنان سارعت فور وقوع الكارثة الى المطالبة بحل الوزارة وحل المجلس النيابي ورئيس الدولة، في محاولة قذرة لاستغالال ما حدث، بدلا من أن تتجه لمعالجة الامر، واحتواء اثار هذه الكارثة، وهنا تكمن خطورة تصريحات قادة بعض القوى المشبوهة داخل لبنان التي هي السبب في الازمة الاقتصادية، بفعل فسادها ونهبها طوال ثلاثين عاما، وهي التي عمدت الى اشعال الشارع وحرفه عن الاحتجاجات المعيشية، نحو تحقيق أغراض سياسية يسعى أعداء لبنان منذ سنوات الى انجازها، ومنظومة الفساد في لبنان استغلت الوضع المعيشي، وراحت تطالب باستقالة الحكومة ووقفت الى جانب اشتراطات الدول والجهات المحاصرة لشعب لبنان.
وهنا في ظل هذه الفاجعة، تقف الدول العربية والاجنبية التي تدعي الحرص على لبنان، أمام امتحان بسؤال واحد واضح، ماذا عن الدعم الذي ستقدمونه الى شعب لبنان، اذا كنتم صادقين في نواياكم وحريصين فعلا على لبنان.
والملاحظ فور  وقوع الكارثة والفاجعة سارعت الماكنة الاعلامية المشبوهة والممولة خليجيا والمرتبطة بالاجهزة الاستخبارية الاجنبية، الى اطلاق التفسيرات الكاذبة لهذا الحدث المأساوي وتوجيه الاتهام الى جهات هي ابعد ما تكون عن هذه الاتهامات.