2024-11-25 02:40 م

"الرّد الحتمي" والذعر الإسرائيلي غير المسبوق

2020-07-27
لا يزال الإسرائيلي ينتظر ردّ "حزب الله" على الجريمة التي ارتكبها العدو الصهيوني في سوريا والتي نتج عنها استشهاد أحد قادة "حزب الله" في سوريا، ويحاول الاسرائيلي ان يضع سيناريوهات استباقية محاولاً معرفة كيفية الرد على هذه الجريمة، وحركة الجنود الاسرائيليين داخل حدود فلسطين المحتلة تعكس مدى رعب الجيش الاسرائيلي من الرد، لدرجة أنهم اختبؤوا مثل "الصراصير" بين المدنيين واحتموا بهم، لسببين، الأول: ان الاسرائيلي يعلم أن "حزب الله" لن يستهدف المدنيين، والثاني في حال وجه الحزب اي صاروخ نحو المدنيين يخاطب الصهاينة على الفور المجتمع الدولي ويقولون أن "حزب الله" يستهدف مدنيين.

القيادات الاسرائيلية حاولت الاحتماء بالمجتمع الدولي وتأليبه على "الحزب" حتى قبل ان يوجه اي صاروخ نحو الاراضي المحتلة، حيث ذكر تقرير صحافي، يوم السبت، أن الاحتلال الإسرائيلي بعث لحزب الله رسالة تحذيرية عبر الأمم المتحدة، تتعلق بإمكانية رد الحزب على مقتل أحد عناصره في غارة إسرائيلية على مواقع في العاصمة السورية.

ونقلت قناة "الميادين"، عن مصادر لم تحددها، أن "الأمم المتحدة أبلغت حزب الله رسالة إسرائيلية" مفادها أن "إسرائيل لم تكن تعرف بوجود (ناشط الحزب) علي محسن (في الموقع المستهدف) ولم تكن تقصد قتله". ونفت مصادر القناة أن يكون الحزب قد تلقى "أي رسائل إسرائيلية عبر وسطاء دوليين (باستثناء الأمم المتحدة) كروسيا أو غيرها".

وبحسب المصادر، فإن "إسرائيل" حذّرت حزب الله "من مغبة عمل عسكري انتقامي"، فيما أشارت إلى أن "اكتفى بتبلغ الرسالة لكنه أكد رفضه أي تحذيرات أو تهديدات إسرائيلية". وذكرت المصادر أن "الجيش الإسرائيلي اتخذ إجراءات على الحدود الشمالية" بعد علمه بأن "حزب الله حسم قراره"، لافتة إلى أنه "لدى الجيش الإسرائيلي رصد لحركة واسعة لعناصر حزب الله لكنه مشوش من كيفية الرد".

الاسرائيلي يعلم أن الرد آت لا محالة، وقال ذلك الامين العام لحزب الله اللبناني السيد حسن نصرالله مراراً وتكراراً وحذر الاسرائيليين من ان اي استهداف لاي من عناصر حزب الله سيقابله رد حتمي، وهذا ما يتضح في سلوك الجيش الاسرائيلي ورئيس أركانه افيف كوخافي الذي اكد خلال جولته شمالاً على الوحدات العسكرية، بضرورة استعداد الجيش لرد محتمل من حزب الله ومطالبة قيادة المنطقة الشمالية بتقليص تحرك القوات على الحدود كي لا تتحول إلى أهداف لحزب الله، وذكرت مصادر عسكرية لموقع معاريف أن الجيش نقل بعض القوات إلى العمق الإسرائيلي بعيداً عن المواقع الموجودة مباشرة على طول الحدود مع لبنان، كي لا يكونوا هدفاً للرد من قبل حزب الله. وأشارت إلى أن "التراجع جزء من استعداد الجيش الإسرائيلي تحسباً للرد الانتقاميّ المتوقع أن يستهدف قوات عسكرية إسرائيلية، من دون المس بالمدنيين".

ما يأمله الاسرائيليون اليوم هو ان يكون الرد غير موجع ومحدود، وبات واضحاً أن الاسرائيلي يرتعد من الانتظار، لأن حالة الاستنفار والتوتر التي يعيشها أقسى من الرد، وتحاول اسرائيل عدم استفزاز الحزب في الاعلام وتحاول تهدئة الامور قدر الامكان، حتى انها منذ بداية جريمتها النكراء قالت بأن ما فعلته في سوريا كان خطأً وانها لم تكن تعلم بوجود عنصر من عناصر حزب الله، ولكن النفاق الاسرائيلي على من ينطلي؟.

الوضع بشكل عام في لبنان والاراضي المحتلة يشهد تطورات متسارعة وهناك عدم استقرار اقتصادي وسياسي لدى الطرفين، ففي لبنان لا تزال التظاهرات قائمة والاوضاع الاقتصادية تسوء يوما بعد يوم، ومع ذلك لن يغفل حزب الله عينه عن التجاوزات الاسرائيلية بحق اللبنانيين، وفي الوقت نفسه لن يجر المنطقة ولبنان الى حرب، والحزب منذ تاسيسه لا يبدأ حرباً ضد العدو الصهيوني وانما يدافع عن تراب بلاده ووحدته واستطاع بالفعل منذ العام 2006 أن يوجد معادلة ردع شلت حركة الصهاينة ودفعتهم للتفكير الف مرة قبل الاقدام على اي تصرف ضد لبنان.

وفي هذا الاطار قال نائب الأمين العام لحزب الله اللبناني الشيخ نعيم قاسم، الأحد، إنه "لا يتوقع اندلاع حرب في الأشهر المقبلة بعد مقتل أحد عناصر الجماعة في سوريا على يد إسرائيل".

وقال قاسم في مقابلة مع تلفزيون الميادين إن "ما حصل في سوريا هو عدوان أدّى إلى (استشهاد) علي كامل محسن، ولا جواب حول الردّ بانتظار القادم من الأيام، وليحسب الإسرائيلي ما يشاء".

أما في تل ابيب فالأمور أسوأ بكثير مما تتخيلون، حيث تشهد الاراضي المحتلة فوضى سياسية وتظاهرات غاضبة ضد نتنياهو المتهم بقضايا فساد، يضاف الى ذلك تدهور الوضع الاقتصادي، والخوف من اي رد محتمل ضد "حزب الله"، وعلى هذا الاساس أعلن الجيش الإسرائيلي منذ (الخميس) تعزيز قواته على الحدود مع لبنان، بعد تهديدات من "حزب الله"، وفقاً لوكالة الأنباء الألمانية.

وكتب أفيخاي أدرعي، المتحدث باسم الجيش الإسرائيلي للإعلام العربي على موقع "تويتر": "نظراً لتقييم الوضع... تقرر إرسال تعزيز بقوات مشاة إلى القيادة الشمالية العسكرية".

وتشير التقديرات في "إسرائيل" إلى أن حزب الله سيرد "بعملية محدودة" تبعث برسالة لإسرائيل من دون إشعال تصعيد كبير، حسبما ذكرت صحيفة "هآرتس" أمس، وستكون شبيهة بقص عناصر الحزب لمقاطع من السياج الحدودي، في نيسان الماضي، ردا على استهداف سيارة جيب تابعة للحزب عند الحدود السورية – اللبنانية، ولاستهداف سيارة إسعاف عسكرية إسرائيلية قرب بلدة "أفيفيم" الحدودية، في أيلول الماضي، ردا على مقتل عنصرين من حزب الله بغارة إسرائيلية في سورية.

(الوقت الاخباري)