2024-11-25 02:37 م

ما هو الجديد في مؤتمر قطبي الانقسام.. وماذا بعد؟!

2020-07-03
القدس/المنــار/ الوضع في الساحة الفلسطينية، الضفة الغربية وقطاع غزة حالك وصعب ينذر بانفجار واسع قد يمتد الى ساحات أخرى تخشى دوما ردود الفعل في ساحة الصراع هذه، وتتمناها دوما هادئة مريحة، خجولة في هذه الردود.
الساحة الفلسطينية تحت تهديد دائم للمخططات الاسرائيلية، واليوم هي عرضة لصفقة أمريكية اسرائيلية تهدد بتصفية قضية الشعب الفلسطيني، فقد أقدمت اسرائيل على ضم القدس دون ردود فعل مدروسة وجادة، واليوم نحن على أعتاب مخطط ضم جديد، ينهش أكثر من 30% من أراضي الضفة الغربية، ولا ردود تذكر.. ترتقي الى مستوى هذا العدوان والشعب ينتظر ماذا ستفعله القيادات والفصائل من كل الاتجاهات.. ولم يتناهى الى مسامعه الا تصريحات "نارية" فارغة لا تمس ولا تغني من جوع، مطلقوها يعشقون الظهور الاعلامي لا أكثر.. وكل تيار يزايد على الاخر.. ولا تخلو هذه التصريحات من توجيه الاتهامات والتشويهات.
وفي الساحة الفلسطينية تصدع خطير عميق، يتجذر، وهو الانقسام المستمر منذ سنوات طويلة، دون أن تتحقق المصالحة، رغم أن ملف هذا الانقسام تنقل بين العديد من العواصم، ولم تتسع الساحة للقاء جدي يجمع الطرفين.
قطبا الانقسام، لم يتحركا عندما نقلت أمريكا سفارتها من تل أبيب الى مدينة القدس، مما شجع الجانبان الامريكي والاسرائيلي على المضي قدما في تنفيذ بنود صفقة القرن المشؤومة...
اليوم، اتفق الفصيلان المتصارعان، قطبا الانقسام فتح وحماس وعبر "الفيديو كونفرنس".. على مواجهة صفقة القرن ومشروع الضم الاسرائيلي، وسلوك المسار السياسي عبر الهيئات الدولية لافشال هذا المخطط، ولم يذكر أي منهما، ولم يقتربا من خيار المقاومة وحتى خيار المقاومة الشعبية السلمية بشكل جدي واسع وشامل بعيدا عن حصارها في ميدان أو قاعة.
هذا المؤتمر الذي على ما يبدو نجحت مشيخة قطر في انجازه، لم يتحدث عن ضرورة وضع حد للانقسام المخزي في الساحة الفلسطينية، ويتضح استنادا الى مراقبين ودلائل أن الجانبين يخشيان انفجارا واسعا في الشارع الفلسطيني، يضعهما في دائرة الاتهام والجرح، مع العجز عن ابقائه تحت السيطرة، حيث مصلحة القطبين المتصارعين لا تستدعي ردودا شعبية واسعة، ولا بد من تنفيس أي توجه من هذا القبيل.
لذلك، لا يتعدى المؤتمر وما ورد فيه حدود التصريحات التي تنطلق من قيادات هامشية، و "نواطق" كثر اعتادوا الصراخ بأصوات عالية، دون أن يلجمهم أحد من كبار صناع القرار..
هذا الاتفاق الذي أعلن عنه في المؤتمر، يندرج في اطار الردود الخجولة.. وتحت يافطة "الحقوني والا"، مؤتمر لم يأت بجديد، ولن يترجم ما اتخذه من تفاهمات، ما دامت المقاومة بأشكالها السلمي والمسلح وغيرهما تحت الحجز.
فتح وحماس لم تقتربا بعد من الارتقاء الى مستوى المسؤولية وتحقيق مصالحة حقيقية.. هما تلتقيان الان على قاعدة حفظ المصالح ولجم الشارع وتقييد ردوده، الا بما يرسم له.. وحتى لا يجر أحدهما الاخر الى مواجهة واسعة حقيقية قد تطيح بمصالحهما على يد شعب، سئم التلاعب بالالفاظ والوعود الكاذبة، والتصريحات الفارغة، والبعد عن اتخاذ المواقف الجادة، التي يتطلع اليها.. شعب تحت قسوة الاحتلال والوضع المعيشي، يتساءل: لماذا تسجن القيادات نفسها في دائرة الانتظار واستجداء المحافل الدولية؟!