2024-11-25 11:44 م

خطورة تأخير صرف رواتب الموظفين.. أعيدوا حساباتكم فثوران البركان وارد

2020-06-29
القدس/المنـار/ نسبة قليلة من الموظفين الذين لا يضيرهم تأخر صرف الرواتب أو حتى انقطاعها.. وهم كبار موظفي السلطة الفلسطينية ومن في دوائر صنع القرار، فهم ليسوا بحاجة حتى لسحبها من البنوك في حال ترصدت في حساباتهم، هؤلاء الذين يوجهون "النصائح السامة" و "الشامته" الى جمهور الموظفين بأن يشدوا الأحزمة ويصبروا فهم "عماد الوطن".
الى هذه المسألة، صرف الرواتب نعود مرة جديدة، لنقول بوضوح أن ضرورة الصمود تفرض على السلطة تعزيزه، لا أن تفضل تسديد الديون للشركات الكبيرة ومشاريع الاثرياء في هذا البلد، وهم الذين أحجموا عن المساعدة في التصدي لجائحة كورونا، وأن تبقى الميزانية الحكومية في خدمة هذه الشريحة، وهو توجه يطرح مئات علامات الاستفهام، ولا يعقل أن تؤثث المكاتب من جديد في مرحلة خطيرة عنوانها الحصار وكسر العظم، انها ممارسات وتجاوزات وسياسات تسيء قبل كل شيء للهرم القيادي، وتزيد من تذمر الشارع الذي يوشك على الانفجار، لقد وعد رئيس الحكومة بصرف ثلاثة رواتب كاملة لثلاثة أشهر قائلا أنها مرصودة وباتت من حق الموظفين، وهذا الوعد لم ينفذ فزادت الاعباء على كاهل الموظفين العموميين الذين لا يملكون دخلا اخر، يواجهون فيه عثرات الزمن وسوء الحال، وبالتالي، هم أحق من غيرهم الباحثون عن الكماليات وحياة الترف، وليذهب الأخرون الى الجحيم، وهم أحق من الاثرياء العاقين القادرين على عدم المطالبة بديونهم الى يوم الدين.
ان من أخطاء القيادة الفلسطينية، وأسباب متاعبها انها تصر على تلقي التقارير غير السليمة، عما يجري ويدور في الشارع، ورغم خطورة هذا الدور الخبيث الذي يمارسه كتبة هذه التقارير، الا أن أكاذيبهم مصدقة، وتؤمن القيادة بها الى درجة العبادة، وما نخشاه أن يصحو صناع القرار على ردود فعل صعبة، لا قدرة للقيادة على تحمل تبعاتها وتداعياتها، فقد بلغ السيل الزبى، وصمت الشارع لا يعني ان البركان سيبقى خامدا الى ما لا نهاية.. فثورانه وارد في كل لحظة.
بصراحة، ان الشارع يعيش تذمرا كبيرا، انفجاره قد تصعب السيطرة عليه. وأي تطور في هذا الاتجاه، أيا كانت أسبابه فقد يصطدم بالسلطة ويوجه نحوها، ونحن في مرحلة تفرض على صناع القرار دراسة الوضع بدقة وبعيدا عن نصائح ومشورة أصحاب تقارير التغييب والتضليل والتحذير، فهؤلاء ينتظرون لحظات السقوط والاقصاء، ولن تمنعهم جائحة كورونا من مغادرة الوطن الى حيث اماكن خزائنهم واستثماراتهم وارصدتهم للتمتع بما جمعوه نهبا وحراما.
ان عدم الاسراع في صرف رواتب الموظفين التي تعيل نصف أبناء الوطن، قد تؤدي الى قلب الطاولة وخلط الأوراق، وفي الشارع الكثير من التكهنات تفسيرا للتأخير وأسبابه، وهي باتت مقنعة له، بعيدا عن تصديق الرواية الرسمية.
فهل تعيد القيادة حساباتها وتدرس جيدا، عاقبة تأخر صرف الرواتب من كافة جوانبه، وتسارع الى تدبير الامر.. منعا لثوران البركان؟! لا تطيلوا الانتظار فكل الاحتمالات واردة فالجوع كافر!! وقبل أن تستغل جهات هذا "الخلل" لصالح مخطط اقصاء هذه القيادة؟!