هذه الاستراتيجية المطلوبة، تفيد العديد من الشواهد انها غير متوفرة حتى الان، مع أن الاخطار والتحديات تدعم الشعب وقضيته، وباتت مخططات الاحتلال في دائرة التنفيذ على مسار انتزاع الارض وسلب الحقوق وصولا الى تصفية القضية الفلسطينية.
لقد رفعت القيادة الفلسطينية شعار وخيار المقاومة الشعبية السلمية في مواجهة البرامج الاحتلالية، لكنه لم يترجم بشموليته وتأثيراته عندما نقلت الولايات المتحدة سفارتها الى القدس واعترفت بالقدس عاصمة لاسرائيل، كانت الردود مسيرة خجولة في مكان محدد لا يتجاوزه المشاركون واتصالات مع مؤسسات قراراتها غير ملزمة وغير قابلة للتنفيذ بفعل التعقيدات والتحالفات والمصالح والسياسات المعمول بها لدى جهات التأثير في الاقليم والساحة الدولية، سياسات تكتفي بالاستنكار والدعوة الى ضبط النفس.
الان واسرائيل على وشك "تأكيد" سيطرتها وضمها لنسبة كبيرة منة أراضي الضفة الغربية، لا نلمس توفر استراتيجية جادة مدروسة لمواجهة هذا التحدي تدعم ما اتخذته القيادة من قرارات مع أن هذه القرارات ينقصها قرار سحب الاعتراف باسرائيل. ما حل هو سلسلة من الاجتماعات تعقبها بيانات مكررة وماشدات للمؤسسات الدولية وتقابل بصمت هنا وصد من دول التأثير وتلك السائرة في فلكها، في حين الموقف العربي غائب تماما بل منحاز بشكل أو آخر للموقف الاسرائيلي.
ثم تشكلت "خلية أزمة" لا حول لها ولا قوة، وانخرطت في لقاءات واجتماعات لا ترقى الى مستوى واضعي الاستراتيجيات وغالبية أعضائها تفتقر الى التأثير والفهم السياسي، والحرص على المنافع وحجم التمسك بالاجندات الغربية، ولم تقترب لا هي ولا باقي المؤسسات المحترفة عقد الاجتماعات واجترار البيانات من ضرورة التلاقي بين طرفي الانقسام مع غياب كامل لوحدة الفصائل، سواء المنضوية تحت لواء منظمة التحرير او خارجها، بل هناك ما هو أخطر من ذلك متمثلا في تصريحات الردح، وحرب الادعاءات والتراشق بالتهم وكيلها.
وجاءت الدعوة لمؤتمر شعبي بحضور مسؤولون في مدينة اريحا، فهل هذه الخطوة الاولى والاخيرة، للرد على العدوان الاسرائيلي، أم أن مؤتمر اريحا هو عنوان استراتيجية موضوعة مدروسة الاهداف والتداعيات؟؟! ان مثل هذه التحركات والخطوات غير كافية ولا تتناسب مع حجم العدوان وسرقة 30% من اراضي الضفة الغربية، وهي لا تحرك ساكنا في العواصم العربية والدولية، أو تدفعها لمساندة الشعب الفلسطيني، ما دامت في مأمن من التداعيات عديمة التأثير.
وما دامت القيادة الفلسطينية اختارت المقاومة الشعبية السلمية رافضة خيار المقاومة باشكالها، فلماذا يتم حصر التحرك الشعبي في بقعة ما، وميدان واحد، محاط بكل الضوابط للبقاء تحت السيطرة كما يعلل ويفسر البعض.
المقاومة الشعبية السلمية هي أن تخرج الحشود في كل المحافظات تملأ الشوارع والساحات والميادين، ليرى العالم أجمع رد الفعل الشعبي، الرد المقلق لعواصم الشرق والغرب، الذي يحفزها للتدخل واتخاذ المواقف الجادة الحازمة القادرة على لجم الاحتلال وافشال مخططاته.
ملاحظة/ عندما اقدمت الولايات المتحدة على نقل سفارتها من تل أبيب الى القدس والاعتراف بالمدينة عاصمة لاسرائيل، انتقلت طواقم التلفزة العالمية الى ساحات الحدث، قنل وتصوير الردود الشعبية على هذا العدوان والظلم، لكنها فوجئت وصدمت بحجم الرد الخجول المحصور في ميدان ضيق برام الله. مما دفع هذه الطواقم الى التعليق: كنا نتوقع زحفا جماهيريا هائلا في كل الساحة الفلسطينية لنقوم بتصوير هذا الرد المؤثر ونقله الى كل عواصم الأرض؟!