2024-11-25 08:21 م

"صمت مريب" في العواصم العربية وحقيقة الزيارات الى رام الله

2020-06-20
القدس/المنـار/ سيناريوهات الضم الاسرائيلية لأراض فلسطينية جاهزة، وخلافات القادة والاحزاب هي شكلية وليست على المضمون، من حيث التوقيت والنسبة وطرق التنفيذ، خلافات تخفي الكثير من الاغراض والرسائل وابر التخدير، والابقاء على دائرة الانتظار والتمني مطبقة ومغلقة على الجانب الاخر.
ما نشاهده من تحركات وسيناريوهات مطروحة في اسرائيل، يقابله صمت مشبوه مريب في العواصم العربية، خاصة تلك التي تزحف نحو دوائر التأثير في الاقليم.. صمت المؤيد والداعم للصفقة الاسرائيلية والأمريكية، صمت المتواطىء وليس العاجز، والصامتون في الساحة العربية، لهم دورهم في هذا العدوان الذي يسلب المزيد من الأراضي.. انه دور التمرير والتسويق للصفقة، من خلال التخلي عن الشعب الفلسطيني ومحاصرته سياسيا وماليا ومعيشيا، لدفع قيادته للعودة الى طاولة التفاوض لمباركة عملية الضم، التي ستطلق اسرائيل عليها اسماء أخرى تمويلها واستغفالا، ويستغل المتواطئون في عواصم الردة افتقار القيادة الفلسطينية الى استراتيجية دقيقة مدروسة للرد على العدوان.
تواطؤ في هذه العواصم وانتظار محير في رام الله، وسط شرخ حاد مؤلم في الساحة الفلسطينية بفعل الانقسام المشؤوم، مما دفع جهاز الاستخبارات الاسرائيلي، في تقدير حديث له بأن غليانا في الشارعين العربي والفلسطيني لن يحدث ردا على عدوان الضم، وبالتالي حسب التقدير الاستخباري يجب على المستوى الساسي الاسرائيلي تنفيذ المخطط فورا.
وهنا، تبرز مسألة زيارات مسؤولين الى رام الله، هذا الحراك ليس الوضع الخطط الفاعلة الجادة لمواجهة ضم اراض فلسطينية، وانما يخفي تحته أمورا عديدة، منها تحذير الشعوب وازالة اية عراقيل قد تعترض بسط السيادة الاسرائيلية على اراض فلسطينية، واستخدام الغطاء الفلسطيني لتمرير اغراض وزيارات الى عواصم عربية. أما الحديث عن عدم زيارة وزير الخارجية المصري لرام الله بشكل متزامن مع زيارة وزير الخارجية الاردني، فهناك عوامل كثيرة تقف وراء موقف القاهرة، هذا الموقف المنسق مع الرياض والامارات، وبالتالي باتت مصر تتخندق في دائرة وكلاء واشنطن وتل أبيب، ما دامت لم تبادر حتى الان بتفعيل دورها الذي تفتقده الامة العربية، وتنازلت عن القيادة لتسبح وتدور في (الفلك) الخليجي.
من هنا، فان أية مواقف عربية أو تحركات تنشط تصب في خدمة الدور الذي ارتضت به وقبلته بعض العواصم، وهو الضغط على القيادة الفلسطينية، وتحذيرها من أية ردود فعل لصالح تمرير مخطط الضم وفرض السيادة.
والتساؤل المطروح، أين "خلية الأزمة" من كل هذا الذي يحدث، وما نلمسه من تواطؤ ، في وقت اتخذت فيه اسرائيل قرارها بالضم؟! وهل الانتظار بات قدر القيادة الفلسطينية؟!