2024-11-26 12:39 ص

الرواتب.. الحقيقة والتداعيات.. التفسيرات والتكهنات "صادمة" احيانا

2020-06-16
القدس/المنـار/ مع بداية "غزوة فيروس كورونا" أعلنت حكومة الدكتور اشتية، أن حكومته تطمئن الموظفين بتوفر رواتبهم لعدة أشهر، فاستبشروا خيرا.. وعمت الفرحة بيوتهم، وفوجئوا بتعثر صرف رواتب شهر أيار، وقد خرجوا منهكين من نفقات شهر رمضان وعيد الفطر.
وانبرى كثيرون من أعضاء التنفيذية والمركزية ووزراء الحكومة ومصادر مجهولة الاسماء، و "نواطق" نصبوا أنفسهم للحديث في امور العامة، كعادتهم؟!
وشاهدنا العديد من التسريبات حول مسألة الرواتب، بعضها اجتهادا يلفها القلق والتشاؤم والبعض الاخر عزا عملية تأخير صرف الرواتب لأسباب سياسية، ذات ارتباط ببرامج اسرائيلية من ضم وتهويد، ووصل الامر بدوائر ان ربطت ذلك بخطوات قادمة، لا يراد لها أن تواجه بالاعتراض والمواجهة وأنه لا بد من تجويع الموظفين لتحقيق الاغراض المرسومة.
وهناك أسئلة عديدة مطروحة، هل قيمة الرواتب متوفرة في البنوك كما يشاع ولتأخير صرفها أهداف لم تتضح بعد، وهل تجويع الموظفين أمر لا بد منه لمواجهة التحديات أم لتمريرها.. وهناك من ربط بين تأخير الصرف، بتسريع عملية الدعم المالي.. أي تحفيز المانحين والأشقاء للمساعدة.
وبرزت دعوات مرفوضة، تنادي الموظفين بعدم المطالبة والتوقف عن الشكوى و "الصمود" وبأن "الجوع" رهان، ولا ندري على ماذا؟!
لكن، السؤال الأكبر والأخطر والأكثر الحاحا.. هل تجويع الموظفين يجلب الفائدة، أو أنه جزء من استراتيجية رسمتها دوائر صنع القرار.. وما هو المغزى من تصريحات البعض تحذيرا وتخوينا الى درجة الاهانة والشتيمة.. هذا البعض غير المتأثر من عملية تأخير صرف الرواتب، فجيوبهم ممتلئة وبطونهم متخمة..!!
بالأمس تفقد الرئيس حال المواطنين في منطقة برام الله، وبرفقته عدد لا بأس به من المحسوبين على دائرة صنع القرار، وفي مناصب رفيعة.. الجولة لفتة طيبة وجيدة، لكن، الحضور من المواطنين، لسان حالهم متى ستصرف الرواتب..؟!
وعودة الى السؤال الأخطر.. من يضمن الهدوء في شارع يعتمد اعتمادا كليا على ما يتقاضاه الموظفون من رواتب، ومن يضمن أن لا يتسبب الجوع بثوران البركان الذي يزداد لهيب نيرانه لعوامل وأسباب عديدة.. ومن يضمن أن ينفجر الوضع وتخرج الامور عن السيطرة، ومن يضمن أن تستغل جهات ـ وهي كثيرة ـ الحال الصعب للموظفين فتشعل عود الثقاب؟!؟ ثم لمصلحة من، أن يسيطر هذا الوضع على حديث الشارع، الاخذ في نسيان ما ستقدم عليه اسرائيل في الايام القريبة القادمة.
لا نريد أن نتكهن بأسباب التأخير والعوامل الحقيقية التي ادت الى ذلك والاهداف المتوخاة.. غير أنه من منطلق الحرص، نأمل أن تعيد القيادة الفلسطينية حساباتها من كل الجوانب، وتستند في ذلك على تقارير صادقة بعيدا عن المنافع الذاتية التي ينتظر قطفها البعض، فالتداعيات غير مطمئنة، ويجب أن تؤخذ على محمل الجد!!
بوضوح وصراحة.. هل هي صدفة، تجويع قطاع غزة والضفة الغربية، بمعنى هل هناك علاقة ورابط بين عدم وصول المال القطري الى غزة، وتأخير صرف رواتب الموظفين في الضفة؟!
الله أعلم.. الجواب على كل التساؤلات المطروحة؟!؟