2024-11-25 05:13 م

هل "تكسر" اسرائيل "الأدوات" وتنفذ عملية الضم؟!

(أ.ب)

2020-05-31
القدس/المنـار/ ترى دوائر سياسية متابعة للاحداث في المنطقة أن ضم اسرائيل لمنطقة الاغوار في الضفة الغربية، تتقاذفه تباينات مختلفة ومواقف متعارضة داخل اسرائيل وخارجها، وأن هذه العملية تصطدم بعقبات ليست سهلة وتستدعي التأجيل والتروي والبحث عن طريق امن لتنفيذها بدون ضجيج، تساعد في رسمه جهات في الاقليم والساحة الدولية، وهذا لا يعني أن تل أبيب ستغلق هذا الملف، بل ستتحين الفرص لتطبيقه على الارض وفي ظروف مواتية.
اسرائيل من جانبها رغم التصريحات النارية، والتسريبات المدروسة لا ترغب في كسر الادوات فتصريحات نتنياهو المتعنتة رسائل داخلية وخارجية ولأطراف عديدة، هي تريد أعلى درجات التحالف والتنسيق مع الادارة الامريكية، وعدم هدم الجسور وتعقيد العلاقات مع حلفاء تل ابيب في العالم، وعدم احراج حلفاء تل أبيب في "المحور العربي المعتدل" والتسبب في انهيار حتمي للمنظومة الفلسطينية.
وهناك عامل التكلفة المالية في ظل ظروف اقتصادية صعبة تسبب بها فيروس كورونا، فالحكومة الاسرائيلية تحسب حسابا لهذا العامل، وهي تريد تنفيذ عملية الضم بتكاليف بسيطة خالية من اية التزامات أمنية تحتاج الى تغطيات مالية جديدة اضافية كاستدعاء الاحتياط على سبيل المثال، بمعنى أن لا تشكل خطوة الضم مغامرة متسرعة.
وحسب الدوائر فان نتنياهو يريد تنفيذ خطوة معقولة ومقبولة تحقق لاسرائيل بعض النقاط الرابحة في حلبة الصراع مع الفلسطينيين وتفادي ضربة قاضية ذاتية.
وتدرك اسرائيل أن الدول العربية ومواقفها لن تخرج عن نطاق التصريحات الكلامية، وتستبعد الدوائر ان تقدم مصر على سبيل المثال على استدعاء سفيرها في تل أبيب أو قطع علاقاتها، فحجم تبادل المصالح بين مصر واسرائيل كبير وتأثيرات القضية الفلسطينية على المواقف المصرية ليست بالكبيرة، كما أن المواقف الاردنية لم تكن متشنجة لتحرق الجسور بل مجرد خطوات لحفظ ماء الوجه.
اسرائيل تدرس حسابات الربح والخسارة من خطوة الضم في موضوع المكانة القانونية للاغوار والمستوطنات تأخذ في الحسبان فقط عدم التسبب في انزلاق لا يمكن السيطرة عليه سواء من الناحية الامنية أو من ناحية التكلفة المالية.
والسؤال، هل نتنياهو مضطر لتنفيذ خطوات على طريق ضم مناطق فلسطينية أو تغيير المكانة القانونية لها، متابعون للاحداث في ساحة الصراع الفلسطيني الاسرائيلي يرون أن نتنياهو وغانتس يتجهان معا الى خطوة قائمة على ما ورد في الخطة الأمريكية، لكن، هذه الخطوة قد تقتصر على تغيير المكانة القانونية لمناطق في الاغوار وكتل استيطانية ضخمة كخطوة أولى تبقي الباب مفتوحا أمام امكانية اعادة الفلسطينيين الى قاعة المفاوضات من جديد.