2024-11-25 11:37 م

مشروع ضم الأغوار والمُستوطنات على طاولة الكنيست؛ التداع

2020-05-06
جاهدةٌ تعمل الأحزاب في الكيان الإسرائيلي على تمرير مشروع ضم مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية، هدفها الأساسي من تمرير هذا المشروع هو كسب نقاطٍ انتخابية أكثر، في الوقت الذي تشتعل به مدن الكيان بالمظاهرات المُطالبة بمحاكمة نتنياهو، ولهذا السبب نجد أنّ حزب الليكود اليميني المُتطرف والذي شكّل الحكومة مناصفةً مع حزب أبيض أزرق أكثر هذه الأحزاب سعيًّا لتمرير هذا المشروع في الكنيست، فهو أي الحزب الذي لم يستطع تشكيل الحكومة مُنفردًا ولهذا هو يسعى لتحقيق نصرٍ سياسي سريع يؤمن لها فرصًا انتخابية جيّدة ويؤهله في حال إعادة الانتخابات لإحراز مقاعد أكبر في الكنيست، خصوصًا إذا علمنا أنّ مشروع الضم “الاستيطاني” يلقى قبولًا كبيرًا داخل مجتمع الكيان الإسرائيلي، وباتت عملية الضم كرتًا رابحًا يُحاول الحزب اللعب بها بهدف الحصول على المزيد من الأصوات في أي انتخابات مُقبلة.

الاصطياد بالماء العكر

مُستغلًا انشغال العالم بجائحة كورونا، يسعى الكيان الإسرائيلي لتمرير هذا المشروع في غفلةٍ من العالم، حيث يرى البعض داخل الكيان أنّ الظروف الدولية وأكثر من أيِّ وقتٍ مضى أصبحت مسُاعدة لتمرير هذا المشروع، فأحدٌ لن يسأل هذه الأيام، والكل مُنشغلٌ بمكافحة هذا الفايروس في دولته.

ولهذا السبب قدمت ماي غولان، عضو الكنيست الصهيوني عن حزب الليكود اليميني، أمس الأحد، مشروع قانون لتطبيق سيادة الكيان على مناطق غور الأردن وشمال البحر الميت والمستوطنات في الضفة الغربية المُحتلة، وفق ما نقلت شبكة “أخبار إسرائيل الوطنية”، وشاركها في تبني هذا المشروع عضو الكنيست ووزير الاقتصاد في الكيان إيلي كوهين، المُنتمي لحزب الليكود.

أكثر من ذلك؛ فإنّ ساسة الكيان يعتقدون أنّ وجود ترامب داخل البيت الأبيض من شأنه الوقوف بوجه أيَّ دولةٍ قد تُحاول الوقوف بوجه هذا القرار، خصوصًا في مجلس الأمن الدولي، حيث أنّ إدارة ترامب هي التي طرحت ما بات يُعرف بصفقة القرن، وترى هذه الإدارة أنّ مشروع الضم هذا يُشكّلُ جزءً من تلك الخطة المشؤومة.

وتدعي غولان أنّ المنطقة المُستهدفة بالضم “ذات أهمية سياسية وأمنية واقتصادية للكيان” مُدعيةً أيضًا وجود الآلاف من المُستوطنين يسكنون هناك وهم جزءٌ لا يتجزأ من الكيان الإسرائيلي، غير أنّ غولان تناست وعن سابق إصرار أن تاريخ وجود المستوطنين في أراضي الضفة والأغوار لا يتجاوز عمرها البالغ أربعة وثلاثين عامًا، فعن أيِّ سُكّان تتحدث؟، غير أنّ غولان وبمشروعها هذا فإنّها تُحاول اللعب على المشاعر الشعبوية لسكان الكيان، حيث تقول في إفادتها للكنيست: “لا يساورني شك بأن هناك إجماعًا واسعًا في جميع أنحاء الكيان يدعم الاقتراح الذي حان وقت تنفيذه”.

تداعيات المشروع على الكيان

لن نستغرب إذا علمنا أنّ أكثر من يقف بوجه هذا المشروع هم عقلاء بني صهيون، فهم يعلمون جيّدًا تداعيات هذا المشروع على كيانهم المُصطنع، بعكس أحزاب اليمين المُتطرف كالليكود وشاس، وهما حزبان شعبويان يُحاولان اللعب على مشاعر العامة لكسب النقاط الانتخاب.

لكن لماذا يقف البعض داخل الكيان الإسرائيلي ضدّ هذا المشروع؟، هم يعلمون علم اليقين أنّ تنفيذ هذا المشروع سيجلب على كيانهم مصائب جمّة لن تنتهي، وأول هذا المصائب أنّ تنفيذ هذا المشروع سيهدم السلطة الفلسطينية وما يُعرف بـ “حل الدولتين” حيث أنّ انهيار الهيئات الأمنية التابعة لسلطة عباس التي تُعتبر الضامن للكيان الإسرائيلي من حدوث موجة انتقامات كبيرة يمكن تشبيهها بالانتفاضة الفلسطينية التي حدثت في سبتمبر من العام 2000، وهنا لن يكون بمقدور جيش الاحتلال الإسرائيلي أنّ يضبط الأمور كون هكذا انتفاضة ستشمل فلسطين عامة حتى تلك الأراضي التي احتلها الكيان الإسرائيلي في العام 1948، خصوصًا وأن أكثر من 2.6 مليون فلسطيني يعيشون هناك.

ربما سيعمل نتنياهو وحزبه على تطبيق هذا المشروع قبل خروج ترامب من البيت الأبيض بعد أن باتت حظوظه ضعيفة بالفوز بدورة انتخابية ثانية لأسباب عدّة لا يمكن ذكرها الآن، غير أنّ نتنياهو يُحاول الاستفادة من الفترة المُتبقية لترامب لتمرير مشروعه بهدف الفوز بالانتخابات المُقبلة، وعلى الرغم من أنّ نتنياهو يعلم تداعيات تطبيق هذا المشروع على أرض الواقع والأضرار التي سيجلبها ليس فقط لكيانه إنما للمنطقة برمّتها، غير أنّه –أي نتنياهو- يجد بهذا المشروع السبيل الوحيد لفوزه بدورة انتخابية جديدة، وفي سبيل هذا الفوز فإنّه مُستعدٌ لإشعال النيران في كيانه.
المصدر/ الوقت