2024-11-30 06:40 م

أمريكا تستغل النفط الرخيص لرفع الاحتياطي.. تفاصيل عملية التخزين الكبرى

2020-04-30
تتجه إدارة الرئيس الأمريكي دونالد ترامب إلى إضافة ملايين البراميل من الخام إلى احتياطيات النفط الوطنية، ضمن خطة إنقاذ ومساعدة شركات النفط الأمريكية التي تأثرت بشدة جراء هبوط أسعار النفط، في ظل انهيار الطلب العالمي بفعل جائحة فيروس كورونا. 
ووفقا لما قاله ستيفن منوتشين وزير الخزانة الأمريكي أثناء إيجاز للبيت الأبيض عن تداعيات الفيروس على الصناعة "نستكشف إمكانية تخزين عدة مئات من ملايين البراميل الإضافية، ومن ثم ننظر في العديد من الخيارات المختلفة". 

وتلقى النفط الأمريكي ضربة موجعة، الأسبوع الماضي، بعدما هبط سعر البرميل من خام غرب تكساس الوسيط إلى 37 دولارا تحت الصفر، أي أن المنتجين اضطروا إلى الدفع من جيوبهم حتى يجدوا من يخلصهم من "الذهب الأسود" الذي صار في حالة كساد وانصرف عنه المشترون.

انهارت أسعار الخام في وقت سابق هذا الشهر، مع انحدار الطلب العالمي على الوقود نحو 30% بسبب جهود كبح انتشار الفيروس الذي أحدث شللا في اقتصاد العالم، واضطر مليارات البشر إلى المكوث في بيوتهم من جراء قيود الحجر الصحي التي فرضتها الحكومات لأجل كبح انتشار الفيروس.

وبغية تخفيف التخمة المتنامية، اتفقت دول رئيسية منتجة للنفط فيما يعرف باسم مجموعة أوبك+ منتصف شهر أبريل/نيسان الجاري على خفض الإنتاج حوالي 10 ملايين برميل يوميا. ويعمد منتجو النفط الصخري وشركات طاقة كبرى إلى تقليص الإنتاج أيضا.

وارتفعت أسعار النفط أكثر من 10% أمس الأربعاء، بعد أن زادت مخزونات الخام بالولايات المتحدة دون المتوقع وسجل البنزين تراجعا مفاجئا، مما عزز التفاؤل بأن استهلاك الوقود سيتعافى مع تخفيف بعض الدول الأوروبية والولايات الأمريكية إجراءات احتواء فيروس كورونا.

وارتفعت أسعار العقود الآجلة للخام الأمريكي غرب تكساس الوسيط نحو 22%.

وزادت مخزونات النفط الخام الأمريكية 9 ملايين برميل الأسبوع الماضي إلى 527.6 مليون برميل، وهو ما يقل حوالي 7 ملايين برميل عن أعلى مستوياتها على الإطلاق، حسبما قالته إدارة معلومات الطاقة.

وقال بوب يوجر، مدير العقود الآجلة لدى ميزوهو في نيويورك، إن "رقم النفط الخام هو رقم كبير في نهاية الأمر، لكنه ليس بضخامة أرقام الأسابيع الثلاثة الأخيرة،" مضيفا أن تباطؤ الزيادة يؤخر امتلاء منشآت التخزين الأمريكية، وهو ما سيدفع إذا وقعت الأسعار للتهاوي مجددا إلى ما دون الصفر.

وقال "موعد الأزمة الشاملة تأجل بعض الشيء". 

وكان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب، أعلن في 13 مارس/آذار الماضي عزمه على ملء المخزون الاحتياطي الاستراتيجي إلى الحدّ الأقصى.

وفي 17 أبريل/نيسان الجاري بلغ احتياطي الولايات المتّحدة من النفط 635 مليون برميل، علماً بأنّ السعة القصوى المسموح بها حالياً هي 713,5 مليون برميل.

وهذه الكميّات الضخمة من النفط مخزّنة في 4 مواقع تحت الأرض تمتدّ على طول سواحل خليج تكساس ولويزيانا، في جنوب البلاد، وتبلغ سعتها التخزينية القصوى 727 مليون برميل.

ويرمي هذا الاحتياطي من الذهب الأسود إلى سدّ أي عجز قد ينجم عن حالات طارئة، كما حدث في 1991 أثناء عملية "عاصفة الصحراء" بعد غزو العراق للكويت، أو في 2005 بعد الإعصار كاترينا المدمّر، أو في 2011 عندما اندلعت انتفاضة شعبية في ليبيا.
المصدر: وكالات+العين