2024-11-25 11:56 م

الهروب الى "لقاء كوروني" لوزراء الخارجية العرب في القاهرة

2020-04-28
القدس/المنـار/ أعلنت اسرائيل على لسان بنيامين نتنياهو أنها ستضم أراضٍ من الضفة الغربية وبسط السيادة عليها بداية شهر تموز القادم، وهو يتفق في ذلك مع كافة الأحزاب الصهيونية وبالتنسيق مع الادارة الامريكية التي اعلنت انها ستعترف بهذا الضم الذي يشمل الأغوار" راجية ان تتفاوض اسرائيل مع الجانب الفلسطيني وفق مبادرة دونالد ترامب المسماة بصفقة القرن، رجاء وليس اشتراطا وفي الجهتين، هذا الموقف يمثل قمة الصفاقة والصلف لدى ترامب وادارته، وليس مستبعدا أن اسرائيل تسعى لمزيد من الاراضي ـ ولم يتبق الا القليل ـ لتحصل عليها من خلال التفاوض.
فلسطين ـ وليس باليد حيلة ـ فهي الأضعف في حلقة الصراع طلبت عقد اجتماع لوزراء الخارجية العرب، والجامعة العربية ـ سيئة الذكر ـ "نجحت" في الدعوة لعقد "اجتماع كوروني" أسمته بالطارىء لوزراء الخارجية العرب، اجتماع عبر الانترنت لبحث سبل مواجهة خطط اسرائيل لضم أجزاء من الضفة، وهذه العبارة الهدف من الاجتماع تكررت في كل لقاءات الجامعة العربية وعل كل المستويات الخاصة بالقضية الفلسطينية، دون أن تسفر عن شيء يذكر يمكن أن تسجل لـ "بيت العرب" كما يحلو للبعض تسمية الجامعة العربية التي يرأسها أحمد أبو الغيط وامتداد لنبيل العربي، و "ميزان حسناتهما" فارغ تماما.
دعوة الجامعة العربية تثير القرف والاشمئزاز وتبعث على القيء، اليست هذه "المؤسسة" أحد أسباب التعنت الاسرائيلي والتمادي الامريكي.. أليس باسمها تحركت أنظمة الردة في الخليج لتدمير الساحة العربية، وفي مقدمتها سوريا، أليست هي التي طلبت ودعت مجلس الامن الدولي لشن حرب على الشعب الليبي تحت البند الفصل السابع؟! لقد تحولت الجامعة العربية الى مجرد دائرة صغيرة ملحقة بهذه الانظمة تستخدمها متى تشاء؟! أليس أبو الغيط وقبله نبيل العربي دافعا بشدة عن جرائم الرياض والدوحة وأبوظبي وعصابات الارهاب التي استباحت عددا من الساحات العربية وارتكبت وما تزال الجرائم والمجازر بحق شعوب عربية.. هذا الموقف البائس هو الذي أوصل الامة الى هذا المنحدر، وسقطت القضية الفلسطينية عن أجندة وأولويات حكام شعوبها وباتت عرضة للتصفية.
ماذا سيفعل وزراء الخارجية العرب في "لقائهم الكوروني" على أرض الكنانة التي غابت هي الاخرى عن التأثير والفعل وأدخلت نفسها طرفا في دائرة أنظمة الردة؟؟!
والجانب الفلسطيني الذي سارع الى طلب عقد هذا الاجتماع ماذا ينتظر من الجامعة العربية، ودولها، فهذا الخيار الذي تلجأ اليه القيادة الفلسطينية مع كل جريمة اسرائيلية بحق الشعب الفلسطيني لم يعد مجديا وهناك خيارات اخرى عديدة، ماذا تنتظر من هذه الاداة الخليجية، وهناك دول تدعم صفقة القرن اما بالمشاركة الفعلية أو بالصمت المريب، ومنها، من تعهد بتمريرها وتمويلها، واذا ما حصلت على قرارات لفظية كالعادة غير قابلة للتنفيذ فما هي الفائدة، والشعب الفلسطيني اختبر هذه المواقف والقرارات والاستهلاكية الفارغة من أي مضمون.
وليس بعيدا عن موعد عقد اللقاء المرتقب، وفي بداية شهر شباط الماضي عقدت الجامعة العربية وبطلب فلسطيني في اطار سياسة "ردات الفعل" اجتماعا "وجاهيا" لوزراء الخارجية العرب، وليس على الانترنت للبحث في الاعلان الامريكي عن صفقة القرن التي تنفذ بنودها تباعا على الارض.. وصدر عن الاجتماع بيان ناري يرفض الصفقة جملة وتفصيلا، ويرفض التعاطي معها بأي شكل من الاشكال، وأبو الغيط نفسه وصف البيان الختامي بـ "القرار الممتاز الذي يبنى عليه لصالح الموقف الفلسطيني" لكنه، أي القرار، لم ينجح في حشد تأييد دولي لطرح مشروع قرار في مجلس الامن لادانة صفقة القرن.. فهل ستختلف نتائج الاجتماع المرتقب عن الاجتماعات التي سبقته؟! سؤال نوجهه للقيادة الفلسطينية التي دعت لهذا الاجتماع في "بيت العرب"، وما حك جلدك مثل ظفرك.