2024-11-25 10:52 م

مجلس التعاون الخليجي.. سقوط مدوي بعد كورونا!!

2020-04-16
القدس/المنـــار/ الجائحة التي تضرب البشرية منذ أشهر تداعياتها كبيرة وخطيرة وشاملة، من حيث الساحات ونواحي الحياة المختلفة.. هذه التداعيات لن تقتصر على ساحة دون اخرى، والمتتبع لخريطة انتشار كورونا، وحجم ضرباته وما تسبب من اهتزازات وانفاق لم يتوقف لدرء شروره يدرك عمق التداعيات، بعد هزيمة غير محددة التوقيت، وجراء هذه التداعيات، هناك تحالفات سوف تتلاشى ومؤسسات ستسقط واصطفافات ستنتهي الى غير رجعة، وهيئات لن تقم لها قائمة.
واستنادا الى ما يشهده العالم اليوم، يمكن استشراف الكثير على اكثر من صعيد وفي اكثر من ميدان، اذا ما تم تناول ماذا سيصبح عليه مصير بعض الاحلاف والمجالس، والنماذج كثيرة، لتطورات قادمة.
ان النظر الى الساحة الخليجية ودولها الغنية، التي يجمعها ما يسمى بـ "مجلس التعاون الخليجي" نرى أن هذا الرباط بين دوله سينقطع، بعد أن تتوقف غزوة كورونا، ولأنه يعاني من شقوق، واهتزاز فان سقوطه حتمي، فسياسات أعضائه ليست متجانسة ولا يجمعها انفاق أو قبول، وهناك من يحاول السيطرة على المجلس وتحريكه كما يشاء وبالشكل الذي يخدم مصالحه وعلاقاته مع الدول ذات التأثير، ومواقف الاعضاء من الازمات والملفات والقضايا متضاربة، ومنهم من يعترض او يتحفظ على سياسة الطرف الذي يحاول الهيمنة، ولأن سياسات بعض دول المجلس أثبتت فشلها، وألحقت خسارة مالية كبيرة بها، فانها انزلقت الى مسار الافلاس ورغم الثروة البترولية الضخمة الا السعودية مثلا اقترضت من مؤسسات نقدية وصناديقها السيادية تعاني شحا كبيرا كما ان الخلافات تزايدت وتعمقت بين الدول الاعضاء، الى درجة القطيعة والمس باستقرار الساحات، لرفض قياداتها التماشي مع سياسات أثبتت عمقها، وهذا ما يفسر الاختلاف في المواقف، والتنافس الشرس في ميادين عديدة، واتباع اساليب الحصار وانتهاج سياسة لم تكن موجودة، او على الاقل غير ظاهرة كتدبير الانقلابات بغرض فرض المواقف والتوجهات.
وجاءت جائحة كورونا لتكشف ما بقي مستورا، فلم نشاهد تعاونا في اجراءات محاربة هذه الجائحة، فهذه الدولة لا تسأل عن تلك، وكل نظام يبحث منفردا عن طوق نجاة، كما تبين أن هذه الدول رغم الثراء الذي تعيشه، لا تمتلك أنظمة صحية قوية تحمي مواطنيها وراحت تستجدي معدات طبية لتواصل المعركة ضد كورونا، تماما كما تستجدي بعض أنظمتها بل غالبيتها الحماية من امريكا وغيرها.
ما بعد كورونا، فان كل دولة من دول مجلس التعاون الخليجي ستلجأ الى ترميم بل اعادة بناء ما أحدثته الجائحة من خسائر واثار سلبية، وهذه التداعيات ستكون الباب المفتوح لبعض أعضاء المجلس لمغادرة هذه المؤسسة، الى غير رجعة، فعملية الترميم سوف تستغرق سنوات طويلة، ولا قدرة لعضو من أعضائه لمناكفة عضو آخر، ولن تكون هناك مواقف مشتركة او سياسات متفق عليها.
ما بعد كورونا، وانهيار مجلس التعاونى الخليجي كأحد تداعيات الجائحة على الساحة الخليجية، ستفقد الدول الاعضاء ما بنته من نفوذ او وضعته وسعت اليه من تطلعات وسترتد الى ساحتها، تاركة ما فعلت به في ساحات خارجية من تدخلات مرفوضة، وعمليات انفاق لتوفير مناطق نفوذ.
كذلك، القدرة المالية سوف تهتز، وهذا من شأنه التراجع من ناحية اللعب في ملفات المنطقة والتأثير على هذه الجهة أو تلك، والتدخل في شؤون الاخرين، ولن تستطيع تمرير مواقف او تسويق رغبات المعسكر الذي انضوت تحت لوائه على امتداد السنوات الماضية.
إن هناك الكثير من الوقائع التي تفيد بأن سياسات الدول الخليجية وجائحة كورونا والتدخلات الفظة في العديد من الساحات سيوقف طموحات الدول الاعضاء في مجلس التعاون وبشكل خاص السعودية والامارات، وستخسر تأثيراتها في العالم العربي.