هذه المبادرة، فرضتها ظروف عدة، أهمها، الرد على ابتزاز وزير الدفاع الاسرائيلي نفتالي بينت الذي لا حس انسانيا لديه، عندما ربط ادخال أجهزة تنفس لقطاع غزة لمواجهة كورونا باطلاق سراح الجنديين الاسرائيليين، فجاءت المبادرة لتؤكد انسانية المقاومة، مع ربط ذلك بموقف حازم عندما اعلن يحيى السنوار ان المقاومة ستقطع النفس عن سكان اسرائيل، اذا ما استمرت القيادة الاسرائيلية في رفضها ادخال اجهزة تنفس لاهل القطاع فكانت المبادرة الجادة الحازمة في ظروف صعبة يمر بها القطاع من حصار ووباء فيروس وردا على ابتزاز بينت.
كذلك انشغال العالم بوباء كورونا، وانشغال الوسطاء في حماية ساحاتهم من هذا الوباء، جاءت مبادرة السنوار صرخة في وجه الجميع، بان استمرار الحصار، وعدم قدرة القطاع على توفير اجهزة التنفس لن تقبل به المقاومة، والا فالرد جاهز وحازم.
ان مبادرة السنوار تؤكد قوة المقاومة وحرصها على المعتقلين الاسرى، وأهل القطاع، وبأنها سوف تستخدم كل الخيارات، ترجمة لهذا الحرص خاصة في هذا الظرف الخطير الذي يواجه فيه العالم وباء كورونا، ولا يعقل أن تظل الابواب مغلقة في وجه أبناء القطاع غير قادرين على توفير المستلزمات الطبية صدا للوباء.
ويرى المراقبون أن مبادرة السنوار وتهديداته احدثت هزة داخل اسرائيل ولدى الوسطاء، قطر ومصر وتركيا وجهات اوروبية، قد يضطرون للتحرك على عجل لتفادي اي تصعيد، فلا يعقل أن يبقى الحصار مفروضا على القطاع وعدم قدرته على توفير مسلتزمات مواجهة كورونا.
ويضيف المراقبون، أن طرح مبادرة السنوار جاءت من منطلق قوة وحرص وردا حازما على عدم انسانية وعنصرية وابتزاز الوزير الاسرائيلي بينت، وتأكيدا على حرص المقاومة على الاسرى في المعتقلات الاسرائيلية خشية أن يفترسهم وباء كارونا.
في الجانب الاسرائيلي، مبادرة السنوار قيد البحث، وان لم تظهر ردود الفعل بعد، فان السبب يعود الى الانشغال بتشكيل الائتلاف، لكن، استنادا الى عدد من المراقبين فان الائتلاف القادم وحسب تركيبته الحزبية، فان بامكانه ترجمة رد على مبادرة السنوار يضطر فيه لتوفير المستلزمات الطبية، وربما الافراج عن المعتقلين المرضى وكبار السن، كمقدمة لصفقة تبادل اسرى شاملة، يوفر فيه وباء كورونا ارضية ايجابية للتنفيذ.
دوائر ذات اطلاع تؤكد أن مبادرة السنوار مدروسة بدقة، ووضعت الكرة في الملعب الاسرائيلي وملاعب الوسطاء، وتعتقد الدوائر أن أيا من الاطراف ذات العلاقة ليست معنية بمواجهات في وقت هناك انشغال بالتصدي لوباء كورونا.