تحاول اثيوبيا استدراج مصر إلى فتح باب التفاوض مجدداً حول أزمة سد النهضة الإثيوبي عبر الوسيط الإفريقي. ونشرت وكالة الأنباء الإثيوبية تقريراً دعت فيه على لسان خبراء إثيوبيين، الاتحاد الإفريقي إلى «الوفاء بمسؤولياته في مفاوضات سد النهضة، عبر دعم المفاوضات وتنفيذ اتفاقية محتملة، واستخدام أدوات الاتحاد الإفريقي في حل النزاعات».
جاء ذلك بعد ساعات من اختتام وزير الخارجية المصري سامح شكري جولة إفريقية شملت سبع دول، بزيارة دولة النيجر، هدفها شرح الموقف المصري حول السد.
والتقى شكري بالرئيس النيجيري محمد إيسوفو، وسلمه رسالة من الرئيس عبدالفتاح السيسي، تتضمن شرحاً للموقف المصري في ملف سد النهضة، الذي تسبب في أعنف أزمة في شرق إفريقيا منذ مطلع الألفية الجديدة.
المتحدث باسم الخارجية المصرية، أحمد حافظ، صرح بأن شكري نقل إلى الرئيس النيجيري، كل التطورات الأخيرة في ملف سد النهضة، واستعرض بشكل مفصل موقف مصر في هذا الإطار، والجهود التي بذلتها خلال الأعوام الطويلة الماضية من أجل التوصل لاتفاق عادل ومتوازن يراعي مصالح الأطراف الثلاثة، ما تبلور بالفعل في مسار اجتماعات واشنطن، برعاية الولايات المتحدة والبنك الدولي.
من جانبه، أعرب رئيس النيجر عن سعادته باستقبال مسؤول مصري رفيع المستوى، وأشاد بالجهد الذي بذلته مصر في الأعوام السابقة خلال محطات التفاوض المختلفة، كما أكد على أهمية احترام قواعد القانون الدولي، وأشار إلى ما يمثله نخر النيجر من نموذج في هذا الصدد من حيث ضرورة اتفاق الأطراف المعنية بشأن أي مشروعات تقاوم عليه.
وخلال الأسبوعين الماضيين دشنت الدبلوماسية المصرية سلسة من الزيارات المكوكية لحشد دعم دولي لمصر أمام التعنت الإثيوبي بعد انسحاب أديس أبابا من التوقيع على الاتفاق النهائي حول سد النهضة نهاية فبراير الماضي، وزار وزير الخارجية المصري 6 عواصم عربية وبروكسل والعاصمة الفرنسية باريس، ثم أعقبها بزيارة 7 دول إفريقية.
تحركات الدبلوماسية المصرية على الساحة الإفريقية، تزامنت مع تحركات مضادة من أديس أبابا، التي أبدت غضبها علنية من التحركات المصرية، إذ قادت الرئيسة الإثيوبية سهلي ورق زودي، جولة إفريقية بدأت الخميس الماضي، بينما يقود الرئيس الإثيوبي السابق مولاتو تيشومي الجولة الأوروبية، في محاولة إثيوبية على ما يبدو لإحباط التحركات المصرية.