2024-11-26 01:30 ص

دلالات وأبعاد زيارة وفد "الجهاد" إلى موسكو

2020-03-18
هيثم أبو الغزلان
تكتسب زيارة وفد "حركة الجهاد الإسلامي في فلسطين"، برئاسة الأمين العام "زياد النخالة" إلى موسكو والتي جاءت "استجابة لدعوة رسمية من وزارة الخارجية الروسية"، أهمية خاصة تُعبّر عن أهمية الدور الذي تقوم به الحركة، وتأثيراته المتنامية لجهة تشعُّبات العلاقات الفلسطينية – الفلسطينية، والمخاطر المحدقة بالقضية الفلسطينية بخاصة بعد الإعلان عن ما بات يُطلق عليه "صفقة القرن". واعتبر مدير مركز التحليل الإستراتيجي والسياسي في روسيا "دينيس كوركودينوف" أنَّ زيارة وفد حركة الجهاد إلى موسكو "تدلّل على نفوذ الحركة، ودورها الفاعل على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة".

وأجرى وفد "الجهاد" الذي ضمّ إلى جانب النخالة، عضوي المكتب السّياسي "محمد الهندي" و"عبد العزيز الميناوي" وممثل الجهاد في لبنان "إحسان عطايا"، لقاءات وصفتها الحركة بالإيجابية والمعمّقة، مع وزير الخارجية الروسي، "سيرغي لافروف"، ونائب وزير الخارجية، "ميخائيل بوغدانوف"، تناولت بحسب بيان "الجهاد" "مجمل الأوضاع الفلسطينية بخاصة ما يتعلق منها بصفقة القرن"، وأكدت الحركة خلالها على "موقفها الثابت بضرورة مواجهتها لأنّها "تستهدف تصفية القضية الفلسطينية، والتفريط بالقدس والضفة الغربية، وحق عودة اللاجئين، كما تهدّد الفلسطينيين في الأراضي المحتلة عام 1948".

هذه المخاطر الناتجة عن "صفقة القرن" تضع الشعب الفلسطيني بكل مكوّناته أمام تحدّيات ومخاطر كبرى وتداعيات خطيرة على مجمل القضية الفلسطينية حاضرًا ومستقبلا. كما أنّ لها تداعيات وتأثيرات سلبية تطال المواطن الفلسطيني في كل جوانب حياته. لذا من الواجب على الجميع العمل على مواجهة كل هذه المخاطر والتحديات بالوحدة والمقاومة، وعدم التنازل عن الحقوق التاريخية والثوابت الوطنية للشعب الفلسطيني مهما كانت الظروف قاسية. وأكّدت "الجهاد" للقيادة الروسية أن "الطريق لاستعادة الوحدة الفلسطينية يكون ببناء مرجعية وطنية وفق اتفاق بيروت 2017، تأخذ على عاتقها التصدي لصفقة القرن، وأن المواقف الرافضة لهذه الصفقة من جميع الأطراف الفلسطينية يجب أن تُترجم إلى برنامج عمل نضالي للتّصدّي للمخططات الصّهيونية الهادفة لتجاوز حقوق الشعب الفلسطيني في فلسطين والقدس".

وزيارة النخالة على رأس وفد من "الجهاد" تأتي عقب استقبال موسكو وفداً من "حركة حماس" برئاسة إسماعيل هنية رئيس المكتب السياسي، ومسؤولين من "حركة فتح" بينهم حسين الشيخ عضو اللجنة المركزية لـ"حركة فتح"، ولقاءات أخرى قد تحصل مع فصائل أخرى، في إطار الجهود الروسية لرعاية حوار فلسطيني يستعيد الوحدة الفلسطينية لمواجهة "صفقة القرن" التي تهدف من خلالها "إسرائيل" إلى الإستمرار في مشاريعها التهويدية بهدف السيطرة على أكبر مساحة من الأرض ومنع قيام دولة فلسطينية مترابطة، وبالتوازي إستمرار التحركات "الإسرائيلية" لتطبيع العلاقات مع دول عربية وإفريقية..

وفي السياق السياسي يمكن قراءة هذه الزيارة كإنعكاس واضح في زيادة "تنامي النفوذ والثقل السياسي والدور العسكري لحركة الجهاد، وبخاصة "المعركة الأخيرة التي خاضتها الحركة ضد الاحتلال الإسرائيلي ما أثبت أنَّ الحركة أضحت "رأس حربة" وقوة لا يمكن الاستهانة بها في فلسطين المحتلة، ولجهة دورها الفاعل على مستوى القضية الفلسطينية والمنطقة"، كما تحدّث بذلك مدير مركز "التحليل الإستراتيجي والسياسي" في روسيا "دينيس كوركودينوف"، في مقابلة صحفية مع وكالة "فلسطين اليوم"، والذي أشار فيها إلى أن "القيادة الروسية ترغب في بحث ملفات مهمة مع قيادة الجهاد الإسلامي منها التطورات الميدانية الأخيرة في غزة، ومناقشة ملف المصالحة وإنهاء الانقسام الفلسطيني. وما أبدته الحركة من قوة وتأثير في مواجهة الاحتلال الإسرائيلي، وقدرتها على شنّ هجمات مباشرة ضد "تل أبيب"، وهو ما قد يخلق تأثيرًا في المشهد الدولي".

وأضاف كوركودينوف أن: "تأثير حركة الجهاد الإسلامي وما تمتلكه من مقدرات مادية وعناصر بشرية وتنامي علاقاتها الإقليمية وانسجامها مع محور المقاومة، يجعلها قوة قادرة على مجابهة "إسرائيل"، كل ذلك يدفع القوى العالمية أنْ تتواصل مع تلك الحركة كبوابة للحديث عن القضية الفلسطينية".

وأوضح كوركودينوف أنَّ "روسيا تحتفظ بعلاقات جيدة وقوية مع جميع مجموعات النفوذ الإقليمية في الشرق الأوسط، خاصةً مع تلك المنظمات المناوئة للسياسات الأمريكية والإسرائيلية، مستدركاً: في هذا الصدد يأتي لقاء موسكو مع الجهاد الإسلامي، الذي بات عنصراً قوياً في سياق الصراع مع "إسرائيل"، وهذا النوع من التواصل والعلاقة واللقاءات أداة ضغط على واشنطن وإسرائيل، وله ما يبرره تمامًا".

وأشار ممثل "حركة الجهاد الإسلامي" في لبنان وعضو وفدها إلى موسكو، إحسان عطايا، في مقابلة صحفية أنّه "في الوقت الذي تلهّينا في مشاكلنا الداخلية، يقوم الاحتلال الاسرائيلي باستغلال الوقت من أجل تهويد ما تبقّى من الأرض الفلسطينية وقضمها، ولا سيما في الضفة والقدس". مؤكّدًا على "أهمية الدور الروسي في دعم القضية الفلسطينية".

..إن كسب الفلسطينيين وإن بشكل نسبيّ للجانب الرّوسي الذي يتصاعد دوره وتأثيره في الإقليم، عامل مهمّ ومؤثّر في الدفع باتجاه تحقيق المزيد من الشراكة الفلسطينية الداخلية، وتعزيز مهم لدور القوى الرافضة للدور الأمريكي الداعم للاحتلال الإسرائيلي، ويبقى مجال الإستفادة من ذلك مرهون بمدى القدرة الفلسطينية على البناء على المشتركات وتطويرها ضمن رؤية ترى الأولويّة في التخلّص من الاحتلال عن أرضنا الفلسطينية كلّها.. فهل يحصل ذلك؟