بعد أيام من لقائه رئيس وزراء العدو، بنيامين نتنياهو، «بشّر» جنرال السودان، عبد الفتاح البرهان، بتشكيل «لجنة مصغّرة» لبدء مسار إقامة علاقات دبلوماسية مع إسرائيل. «تبشيرٌ» ليس مستغرباً أن يأتي عبر إحدى وسائل الإعلام السعودية التي باتت البوق المعتمد للتطبيع العلني، على رغم ادّعاء وزير خارجية المملكة، فيصل بن فرحان، أمس أنه «لا علاقات بين السعودية وإسرائيل»، وأن «المملكة تقف بكلّ قوة وراء فلسطين». كيف ذلك؟ بالسعي على قدمٍ وساق في توسيع دائرة المتودّدين إلى إسرائيل، توطئة لتحالف علني عربي - إسرائيلي يطمس شيئاً إسمه القضية الفلسطينية، ويتجاوز حتى موضوعةً إسمها السلام، لصالح علاقة خيانةٍ يُراد تصويرها وكأنها بديهية. هذا بالضبط ما جرى للسودان منذ ما قبل الانقلاب على عمر البشير، حيث اشتُغل بجدّ على كسبه عضواً في نادي «الاعتدال العربي». اشتغالٌ تصاعد بوضوح عقب الانقلاب، برعاية سعودية - إماراتية تحديداً، أفلحت في اختطاف الحراك الشعبي، وتسليمه لطغمة عسكرية بلغت بها الوقاحة حدّ الادعاء أن التطبيع «يلقى تأييداً شعبياً واسعاً». يُغرى السودان اليوم، في إطار خطاب يُعمَل باجتهاد على تعميمه، بمكاسب سياسية واقتصادية وأمنية تبدو أشبه بـ«سمك في بحر»، فيما تستعدّ إسرائيل لقطف الثمار الحقيقية، المتمثلة أولاً في «تأمين» جبهتها البحرية الجنوبية من أيّ محاولات لدعم المقاومة الفلسطينية.
الاخبار اللبنانية