2024-11-26 03:24 م

ماذا وراء (لعبة الحوارات) بين حركتي فتح وحماس؟!

2020-02-08
القدس/المنـار/ خطورة المرحلة وتأهب أمريكا وأدواتها واسرائيل لترجمة بنود صفقة القرن، لم تدفع حركتي حماس وفتح الى نقطة التلاقي وانهاء الانقسام الذي يشكل أحد الأسباب والحوافز التي دفعت ترامب ونتنياهو الى طرح المشروع التصفوي للقضية الفلسطينية المسمى بصفقة القرن.
والتحديات التي تواجه شعب فلسطيني من أكثر من جهة يبدو ليست كافية لحمل الحركتين على انجاز المصالحة، والحركتان الى دوائر التيه والأغدار، والتحضير لزيارة الوفود وعقد الاجتماعات التي لم تخرج نتيجة ايجابية واحدة منذ أكثر من اثني عشر عاما.
ماذا تنتظران أمام الخطر الذي يتهدد قضية الشعوب ووجوده، فمنذ طرح الرئيس الامريكي لصفقته والحركتان لم تتفقا على موعد اللقاء الفصائلي، وهما تواصلان تبادل الاتهامات والادعاءات، فكيف لهما مواجهة هذه الصفقة، لكل حركة شروطها، والمتمعن في تفاصيل هذه الشروط يجد أن تحقيقها سهل، لكن الارادة من الجانبين غير متوفرة، وبالتالي، من حقنا أن نصف تحركاتهما واتصالاتهما بأنها غير جادة، وهي ليبس الا ابر تخدير لشعب لم يعد يتحمل هذا (الانحراف)، محاصر بالتحديات والمراوغة والمصالح الشخصية الضيقة.
الحركتان في دائرة الاتهام والشك، وتصريحات مريبة من قيادات الحركتين، وشخوص يدفعون الى تعميق الانقسام لا تحقيق المصالحة، وبالتالي، في ضوء ما نراه ونشاهده ونلمسه، ما لم يتحرك الشعب لوضع حد لهذا التلاعب فانه سيخسر قضيته.
في غزة الان وفد من حركة فتح، للاجتماع بقيادات من الحركة، وثم الانتقال للقاء قيادات من حركة حماس، لا للتوقيع على اتفاق المصالحة، وانما للتوصل الى موعد لعقد اللقاء الفصائلي، لهذه الحركة شروطها، ولتلك مطالب، والبون شاسع، لأن ارادة التلاقي غير متوفرة، ويظل الشعب أسير الحلقة المفرغة، دوران وانتظار وتمنيات دون جدوى، فكيف ومتى اذن، سترسم استراتيجية جديدة جادة مدروسة لمواجهة صفقة القرن.
سيعود وفد فتح الى رام الله، وما يحمله من نتائج سترفع لدراستها في دائرة صنع القرار، وتبدأ عملية طرح التحفظات، وتستأنف لعبة تبادل الاتهامات، فهل هناك جهات خارجية تتحكم في مواقف الحركتين؟! وبوضوح، ليست هناك ردود حقيقية في الشارع الفلسطيني على صفقة القرن وبالتالي لعبة الحوارات بخصوص تلاقي فتح وحماس هدفها ضرب أي توجه لرد جماهيري شعبي واسع على صفقة ترامب ـ نتنياهو.