ما كانت هذه العواصم سلوك هذا المسار الخياني لو كانت تخشى رد الفعل الفلسطيني، ولو كان الشعب موحدا، وليس فريسة الانقسام المدمر المستمر حتى الان، وغذته جهات اقليمية ودولية، اصطفت في محاور، تدعم هذا الطرف وذاك، تعميقا للانقسام، انقسام لم يتحرك الشعب لانهائه بالضغط على الجانبين اللذين سارعا مع اعلان صفقة القرن الى اطلاق دعوات التلاقي.
القيادات الفلسطينية لم تضع استراتيجية سليمة مدروسة لمواجهة هذا اليوم الأسود، مع أن التحركات الامريكية الاسرائيلية الرجعية واضحة المسار والأهداف، وبقيت في دائرة الانتظار رهينة القنوات السرية والمبعوثين المخترقين، ونصائح حكام الردة ووشوشات مدعي الخبرة والفهم، ويقينا أن حكام الضلال ومستشاري الفتنة سينطلقون الى القيادة بالقول: لننتظر الانتخابات الامريكية والانتخابات الاسرائيلية كما كان يحصل في السنوات الماضية.
ان العواصم العربية المرتدة دخلوا منذ أعوام طويلة في شراكة وتطبيع مع اسرائيل، وعملية توزيع الأدوار بينها لم تتوقف، وتسويق الصفقة هو الان الدور الجديد، وسيكون هناك حصار وابتزاز وترهيب ومقاطعة.
فهل نوقف الرهان على الزعماء العرب، وهل نصل سريعا الى المصالحة، ونعيد الهيبة، لقد كانت العواصم تخشى الموقف الفلسطيني وتنفذ المطالب الفلسطينية ولا تقترب من أية صفقات ومؤامرات تستهدف الفلسطينيين.