2024-11-26 09:37 ص

صراع التحالفات يدفع بالمنطقة الى مزيد من الصراعات والانهيارات

2020-01-28
القدس/المنـار/ تشهد منطقة الشرق الأوسط والبلاد العربية تحديدا بداية مرحلة أكثر خطورة لجهة ولادة محاور اقليمية تستند الى دول كبرى لها مصالح حيوية وأطماع اقتصادية في المنطقة حيث العجز الواضح في العالم العربي عن انتاج بدائل وطنية مقبولة وتفشي حالة الفساد في غالبية ساحات الوطن العربي.
وجميع المؤشرات تدل على أن الشرق الأوسط ما زال بعيدا عن الاستقرار السياسي والاقتصادي، وأن حالة الفوضى والاضطراب المتزايدة تنذر بصراعات أكثر دموية وأشد قسوة، وتبقي أبواب المنطقة مشرعة أمام تدخلات اكثر حدة.
يبدو الشرق الأوسط متجها نحو تشكيل محورين اساسيين، ما يعني أن المنطقة مقبلة على استقطاب اكثر حدة في العام 2020، وقد يتطور الى نزاعات مسلحة تشارك فيها الادوات والاطراف المساعدة وتمولها دول اقليمية تديرها او تستفيد منها دول كبرى.
ــ المحور الأول.. تنخرط فيه حتى الان دول مثل مصر والسعودية والامارات ويحظى بدعم دول اخرى، ويحاول التمدد في الاقليم باستخدام الدعم العسكري والاقتصادي واغراء قيادات عسكرية وقوى سياسية، في محاولة للامساك بأدوات النفوذ في دولها، ومثال على ذلك، ما يجري في ليبيا، فهذا المحور منح الجنرال حفتر أكثر من 10 مليارات دولار يتم اقتطاعها من وديعة تعود لنظام معمر القذافي تبلغ 60 مليار دولار ثم الاحتفاظ بها في دول خليجية.
وقد وسع المحور تحركه بتشكيل منتدى غاز شرق المتوسط وانضمام كل من اليونان وقبرص واسرائيل اليه.
ــ المحور الثاني، فهو عبارة عن تحالف تتزعمه تركيا التي تجد نفسها أكثر فأكثر في مواجهة اقليمية حادة مع دول وأطراف قلقة من الطموحات المتصاعدة للقيادة مواجهة اقليمية حادة مع دول وأطراف قلقة من الطموحات المتصاعدة للقيادة التركية، وتشارك في التحالف دول مثل مشيخة قطر، فيما يحتفظ بعلاقات وثيقة مع المحيط الاسلامي ممثلا في ماليزيا وباكستان واندونيسيا.
وفي خضم تشكل المحاور في المنطقة وانخراط مزيد من الاطراف فيها، يبدو السؤال المهم عن دور الاطراف الدولية، وخاصة الولايات المتحدة وروسيا والصين واوروبا، والتي يتوقع أن تلعب دورا مهما لجهة الانحياز الى أي من المحورين، مع وجود أطماع واضحة للاطراف الدولية في منطقة الشرق الأوسط، ذات الثروة الطبيعية الكبيرة والموقع الاستراتيجي الحساس.
ومن اللافت أن أغلب تلك الأطراف تحتفظ بعلاقات حيوية مع الدول الاقليمية المتصارعية وتستفيد من نزاعاتها وتسعى الى التمدد على حسابها، ما يجعل الشرق الأوسط عرضة لصراعات أكثر حدة في المستقبل القريب، مرفقة بتداخلات دولية هدفها التحكم والسيطرة غير مكترثة بالحل أو التسوية، مما يعرض المنطقة لمزيد من الانهيارات والأزمات الاقتصادية وهي التي انهكتها الحروب والنزاعات عقودا طويلة.