2024-11-26 11:31 م

ماذا بعد طرح صفقة القرن؟! .. التداعيات وردود الفعل

2020-01-25
القدس/المنـار/ أخيرا، أعلن البيت الأبيض في واشنطن أنه سيطرح بنود صفقة القرن يوم الثلاثاء القادم على القيادة الاسرائيلية دون اشارة للجانب الفلسطيني والعربي، ولهذا الغرض دعا رئيس وزراء اسرائيل بنيامين نتنياهو ومنافسه السياسي بيني غانتس الى العاصمة الامريكية.
وفور الاعلان الأمريكي عن ذلك، سارعت القيادة الاسرائيلية الى رفض هذه الصفقة اذا تضمنت اقامة دولة فلسطينية او دعوة لتقديم تنازلات اسرائيلية، وهذا الرفض جاء بمثابة تحذير لحاكم الولايات المتحدة.
بعد تلاعب طويل في الاعصاب، جاء موعد طرح الصفقة، وهي بالتأكيد ترجمة للمخططات والاهداف الاسرائيلية، وذوء أخضر لتل أبيب لتنفيذ ما تريده على حساب الفلسطينيين وفي غيابهم.
مصدر دبلوماسي كشف لـ (المنـار) عن أن الصفقة وبعد هذا الحشد من الاستعطاف الذي قامت به اسرائيل أمام عشرات من زعماء العالم في ذكرى (المحرقة) تجيء اسنادا للهدف الاسرائيلي من وراء هذا الحشد الذي لم يأت بذكر عن الجرائم التي ترتكبها اسرائيل ضد الفلسطينيين منذ عقود طويلة من الزمن، بمعنى أن الاجواء ملائمة في نظر واشنطن لطرح الصفقة واحتضانها، في وقت يلف الصمت المريب العواصم العربية، وغالبيتها تم تطويعها واندرجت في تحالف مع اسرائيل بعد فتح أبواب التطبيع، بعد أن أسقطت القضية الفلسطينية من جدول اهتماماتها.
المصادر أضاف، بأن الصفقة ترسم حدود اسرائيل وخاصة في المنطقة الشرقية، بضم الاغوار والدفع بما يتبقى من الضفة الغربية الى شكل من أشكال العلاقة مع الاردن، واسقاط كافة القضايا الجوهرية للصراع الفلسطيني الاسرائيلي.
ويفيد المصدر أن طرح المبادرة الامريكية الاسرائيلية الثلاثاء القادمة، سيعطي الضوء الأخضر لاسرائيل لترجمة برامجها، وتهويد وضم ما تراه تعزيزا لأمنها، وفي ذات الوقت هذا الطرح للصفقة اشارة البدء لعواصم الردة في الوطن العربي، وبشكل خاص الخليجية لممارسة الضغط على الفلسطينيين حصارا وابتزازا واشعال فوضى وترهيب بغية تمرير هذه الصفقة سيئة الصيت.
المصدر الدبلوماسي ذاته، يرى في دعوة نتنياهو وغانتس الى واشنطن محاولة وسعيا من جانب ترامب لحملها على تشكيل حكومة وحدة وطنية بعد الانتخابات الاسرائيلية في الثاني من اذار القادم، وردا امريكيا على ما تردد من أن ترامب يدعم نتنياهو في تنافسه مع غانتس.
ويؤكد المصدر ان واشنطن تجري منذ ساعات اتصالات مكثفة مع السعودية والامارات ومصر وقطر بشأن الصفقة والأدوار المطلوبة، في وقت اتخذت فيه اسرائيل ودول في المنطقة اجراءات واحتياطات أمنية لمواجهة احتمالات ردود فعل معارضة للصفقة.