2024-11-26 07:32 م

المراسيم الانتخابية بين الضغوط والنصائح والصراعات الداخلية

2019-12-14
القدس/المنـار/ تحت مطالبات اقليمية ودولية، جاءت الموافقات والدعوات لاجراء انتخابات تشريعية ورئاسية في الساحة الفلسطينية، وتلاشت اعذار البعض التي حالت دون اجرائها سنوات طويلة، وبقيت (الشرعيات) دون تجديد، وهو أمر دفع جهات عديدة الى المطالبة بانتخابات دون مماطلة أو تأجيل .. فكانت الدعوة العلنية التي اطلقها الرئيس محمود عباس من على منبر الامم المتحدة، وهذا الموقف يعني الكثير، أسبابا وظروفا وعوامل دافعة.
لم يعد ملف المصالحة حائلا أو مانعا، وكل التيارات والاحزاب والفصائل توافقت على وضع هذا الملف على الرف لعل وعسى تكون الانتخابات فرصة لاغلاقه.. وبالتالي وبعد المواقف والردود الايجابية على دعوة الرئيس.. لماذا لم تصدر المراسيم الرئاسية، لترجمة الدعوة الانتخابية على الارض؟!
يبدو أن التأخير في ذلك يعود الى اسباب داخلية هي موضوع بحث ونقاش داخل مؤسسات الاحزاب والفصائل، فالقلق حاضر والاستعدادات غير متوفرة بعد، ومواقف الجهات في الاقليم والساحة الدولية تباينت، بعضها يخشى النتائج ويدعو الى التأجيل والبعض الاخر يواصل ضغوطه للاسراع في اصدار المراسيم. ومن هنا كان التساؤل المطروح في الساحة، لماذا تأخرت المراسيم الرئاسية؟! وما هي دوافع ذلك؟!
تقول مصادر مقربة من قيادات الاتجاهات المختلفة، أن الحرس القديم في أكثر من تيار غير راغبة في اجراء الانتخابات، على الاقل لعامين قادمين، وهي تخشى من أمرين اثنين تراجع نسب الفوز، وفقدان الامتيازات، وربما لن تحظى بالترشح وهذا يشكل أحد الامتيازات التي تتمتع بها منذ سنوات، لذلك، هي تدفع بأن يبقى الوضع على حاله!
وعلى الصعيد الخارجي، أي الجهات الاقليمية والدولية الضاغطة، فان بعضها خاصة في الاقليم لم تعد على عجلة من امرها لتحديد موعد انتخابي، لأنها تخشى فوزا لجهة أو تيار تصطدم معه في التوجه والموقف، ومن هنا ، تحدثت المصادر عن نصائح تلقتها حركة فتح، بتأجيل طرح المراسيم الانتخابية، وهي نصائح تدرس داخل قيادة فتح، وفي صفوفها تباين واختلاف في المواقف ووجهات النظر، وفي هذا الحال بدأت تبرز التخوفات وأسبابها، من حيث التوافق ووحدة الموقف، ومقاييس الاختيار للتمثيل في القوائم، من حيث الاشخاص والمسلكيات وطريقة التوزيع وحتى الاعمار، وهذا يقلق بعض عناصر الحرس القديم والوجوه غير المقبولة في الشارع.
في فتح قلق، وفي حركة حماس تخوف.. واتجاه هذا العامل هناك تلاق بين الحركتين، لكنهما معا تحت ضغط المطالب المتزايدة بضرورة اجراء الانتخابات دون تأخير ، في حماس صراع بين الداخل والخارج، وبين الحرس القديم، وفي فتح صراعات داخلية، وعلى السطح بدأت تخرج الى العلن مواقف وتيارات متباينة، تضرب وحدة الموقف وتهدد بالانشقاق، في الحركة توجه لدى البعض في التنافس على موقع الرئاسة، وهناك قوائم يجري تشكيلها بصمت، والمال السياسي تسلل الى الساحة، وجهات خارجية تكثف لعبة مد الخيوط والاختراق.. والشارع يواصل انتظاره متشوقا للمحاسبة والعقاب من خلال صناديق الاقتراع. لكن، المؤلم أن جميع التيارات غير مدركة بعد لما يجري في الاقليم من مفاجآت وأحداث وتطورات وميادين اشتعال، وما يحاك ضد القضية الفلسطينية من تحركات تفرض تسويات تصفوية، بعد أن دفعت بكافة قضايا الصراع الجوهرية الى دائرة الاستهداف.
ان كل المؤشرات تبوح بأن موعدي الانتخابات التشريعية والرئاسية لن يكونا قريبين، وقد يمتدا لعام أو أكثر.. لكن، الضغوط ستتواصل والنصائح لن تتوقف والصراعات الداخلية قد تتفاقم.
أمام الرئيس الصورة واضحة بكل عناصرها وحيثياتها، ونأمل أن تكون كذلك، ولم تعبث بها الايدي المرفوضة، وهنا، هو المقرر وهو المسؤول والرافض للتأجيل، وما يتمناه الشارع وينتظره الشارع هو الاسراع في اصدار المراسيم، بعد دراسة متأنية وصادقة لجوانب هذه المسألة الهامة والحساسة.