ومسألة أخرى تطرح نفسها، عند تناول الانتخابات، وهي التوقيت في عقدها، فالمؤشرات وما يدور في الكواليس أن هذه الانتخابات والتشريعية تحديدا لن تجري قبل شهر أيار القادم، ومن الان حتى هذا الموعد لا بد من الاخذ في الحسبان التطورات في المنطة، ونوايا وخطط وممارسات الاحتلال، وما قد يترتب من تبعات ونتائج لساحات قد تنفجر في المحيط، أو مواجهات عسكرية تقع تفرز معادلات جديدة لا نعتقد أنها غائبة عن أذهان أصحاب القرار داخل هذا التيار وذاك.
ومسألة ثالثة، تتمثل في سعي كتل وشخصيات لخوض المعركة الانتخابية، ومدى قبول التيار الرئيسي بها، أو السماح لها، فهذا التيار هو المقرر وهو الحاضن للقضاء وللقانون وتفسيراته، وهنا ماذا ستكون عليه ردود تلك الكتل والشخصيات وهي التي أتخمت مالا من الرعاة والمحتضنين، الذين يرون في القيادة الحالية عقبة في طريق أهدافها ومواقفها، ولا بد من استبدالها واقصائها، وماذا سيكون عليه موقف ورد فعل صاحب المال من الانظمة المرتدة، سعودية واماراتية وغيرهما، دون تناسي الدور الذي ستلعبه اسرائيل وأمريكا ودول اوروبية، فكل منها تريد (زلما) و (أدوات) في مؤسسات الحكم، وهي ترعى هذه الشخصية أو تلك وتوفر لها المخزون المالي للانفاق والقيام بالدعاية وشراء الذمم، وهنا، الخوف على ساحة مستهدفة بالفوضى والعنف، هذا اذا سلمنا بأن اسرائيل تحت الضغط أو التوسل قد تسمح بمشاركة المقدسيين في هذه الانتخابات.
ومسألة رابعة، وهي أن ورقة المستقلين ستكون محور اهتمام التيارات والفصائل، وهذا يعني أن هذه الفصائل والاحزاب تخشى على نفسها الهزيمة، في انتخابات نزيهة قد يتم اجراؤها، وبمعنى أدق هذه الفصائل والتيارات ترى في رجالاتها غير مقبولين في الشارع ولا جاذبين لاصوات ابنائه، في حال ارتضت قياداتها مواصلة التمسك بأساليب الاختيار العقيمة وغير المحققة للفوز، حيث يعتقد المراقبون أن ممثلي غالبية التيارات في القوائم التي ستخوض المعركة الانتخابية لن يتغيروا، لاسباب لا داعي لشرحها وطرحها الان، وهذه علامة تراجع ما قبل الانهيار.
ان تعقيدات اجراء الانتخابات في الساحة الفلسطينية والاختلاف العميق بين الحكمين في غزة ورام الله، وتدخل الانظمة وعبثها شرقيها وغربيها في الساحة يتعمق دون تصدي أو مواجهة، وغرقتها بالمال السياسي والمرتزقة والوكلاء والمقاولين والافتقار لحسن النوايا والكمائن المزروعة والترصد والتربص، وكثافة اللقاءات مع العابثين وما تخطط له اسرائيل وأمريكا.. جميعها عوامل تجعلنا نشك في عقد واجراء هذه الانتخابات مهما كانت وبلغت تصريحات التطمين والتنويم.