2024-11-27 08:53 م

موقف مصر من العدوان التركي هل ينسحب على انظمة الخليج

2019-10-18
القدس/المنـار/ مصر أكبر دولة عربية وصاحبة الدور المستهدف دعت الى اجتماع طارىء لجامعة الدول العربية، هذا الموقف الايجابي والقومي الذي نثمنه غاليا، لماذا لم نشاهده ونسمعه عندما تعرض الشعب السوري لحرب ارهابية كونية، وعندما تدفق مئات الالاف من الارهابيين عبر الحدود التركية الى داخل اراضي الدولة السورية، انذاك وقفت مصر الى جانب اعراب الخليج والانظمة المرتدة فيه ولم تنتقد النظام العثماني الجديد في أنقرة.
مصر انذاك سمحت بمصادرة الجامعة العربية، وسرقتها والهيمنة عليها وما تزال، مصر، لم تطالب حتى الان بعودة سوريا الى مقعدها في (بيت العرب) كما يحلو للبعض تسمية الجامعة العربية ومقرها في القاهرة، اكثر من ثماني سنوات وسوريا الشعب والدولة والجيش تواجه حربا ارهابية كونية بمشاركة أكثر من ثمانين دولة خلالها لم نسمع أن القاهرة طالبت المملكة الوهابية السعودية ومشيخة الامارات بوقف رعايتهما للارهاب ودعم الارهابيين، بل تشارك واشنطن وغيرها الحصار المفروض على الدولة السورية وتمنع ناقلات النفط من التوجه الى سوريا.
اننا حريصون على مصر سمعة ودورا واستقرارا، ونحيي موقفها الرافض للعدوان التركي على شمال سوريا، لكن، القاهرة مدعوة الى الخروج من تحت العباءة الخليجية، ورفض التدخل والعدوان الخليجي على الدولة السورية، وتساءلنا مرارا: لماذا لا يبادر مسؤول مصري رفيع المستوى بزيارة سوريا العروبة،  تضامنا مع شعبها الذي يصد حربا ارهابية شرسة تستهدف في النهاية كل الشعوب العربية، لماذا لا تتجه مصر الى تبادر تجاري مع سوريا رافضة الاملاءات الامريكية الخليجية، ولماذا لم تخرس القاهرة المدعو احمد ابو الغيط الاداة في اليد الخليجية الذي ينبح بأن ليس هناك توافق عربي لعودة سوريا الى مقعدها في الجامعة العربية.
هذه الصحوة المصرية وان جاءت متأخرة يجب أن تنجر أيضا على الانظمة المرتدة في الخليج، راعية الارهاب والممول للارهابيين لضرب الدولة السورية؟ واسئلة اخرى كثيرة لا يتسع المجال هنا لطرحها؟؟!
اننا نرحب بشدة بالموقف المصري الجديد، ونتمتى نهوضا لدور مصر الريادي والحذر من تآمر الخلايجة التاريخي على ارض الكنانة ودورها، ان استعادة مصر لدورها القومي كفيل باستقرار مصر ودرء اخطاء الابتزاز الممارس على شعبها من الانظمة الخليجية.
تركيا اردوغان لا تختلف عن الرياض والدوحة وأبوظبي في حقدها وعدوانها وتآمرها على الدولة السورية، كذلك نأمل من مصر أن تتخذ موقفا رافضا لعدوانية هذه العواصم، مكملا لموقف القاهرة من العدوان التركي على شمال سوريا، لا أن يكون الموقف المتخذ مصريا منطلقا من حسابات الاحلاف القائمة المتناحرة بين الخلايجة ومصر من جهة، وبين الدوحة وأنقرة من جهة ثانية، فقد عهدنا مصر وعبر التاريخ حامية لقضايا الامة وسندا لحقوقها.