2024-11-26 03:32 م

الاستقرار في مصر يستدعي استرداد الدور والكرامة

2019-09-29
القدس/المنـار/ لا جدال في حرص الشعب الفلسطيني على مصر واستقرارها وأمنها في مواجهة أعدائها المتربصين بها، ويحرص هذا الشعب على أن تبقى مصر قوية، للتصدي لكل المتآمرين عليها في الداخل والخارج، وفي أكثر من مناسبة وموقف أكدت القوى الفلسطينية عدم تدخلها في الشأن الداخلي المصري، مستهجنة الدور القذر لمؤسسات اعلامية اعتادت التطاول على الفلسطينيين وانهائهم بالوقوف خلف ما تشهده الساحة المصرية في بعض الاحيان، واتخاذ الفلسطينيين شماعة لأحداث هم بريئون من المشاركة فيها.
وعودة الى الوضع في ساحة مصر، فان اي تصعيد بشأنه هو بفعل سياسات قوى ودول لا تريد للقاهرة أن تستعيد دورها، فهذا الدول يشكل خطرا عليها ويفقدها أطماعها ومساعيها لتصدر المشهد في الساحة العربية والاقليم، مستخدمة بذلك كل وسائل الارهاب والتحريض والاذلال والابتزاز، وهناك تحالف يضم هذه القوى والدول منها، الولايات المتحدة واسرائيل وأنظمة الردة في الخليج وجماعة الاخوان، وجميعها تستهدف شطب الدور المصري وأهميته وتشليح القاهرة تأثيرها في الاقليم، وأبعادها عن ملفات المنطقة، وابتعاد مصر عن هذه الملفات يشجع القوى والانظمة المرتدة على مواصلة أدوارها وتحركاتها الخبيثة.
وتفيد دوائر سياسية أن الساحة المصرية ستبقى عرضة للهزات من حين الى آخر ما الم تسترد القاهرة دورها وكراماتها، وتعيد بناء تحالفاتها وصياغة مواقفها، وأن تقطع كل العلاقات مع أنظمة تبيت الذل والمهانة لشعب مصر، فالسعودية والامارات تبتزان مصر، ومستمرتان في سرقة قرارها، وابتزازها اقتصاديا، وابقائها في دائرة العوز والحاجة، وهذا يدفع شعب مصر الى التذمر فهذا الشعب لا يريد لبلده أن يكون مهانا، ولا يقبل أن تخضع القيادة المصرية لتأثير الصغار في الرياض وأبوظبي، والتحرك في الاقليم من منطلق الضعف والمهانة.
وتضيف الدوائر أن مصر على امتداد التاريخ هي في نادي الكبار فكيف تسمح للصغار أن يخرجوا لاحتلال هذا الموقع، وتاريخيا الاعراب في الخليج يحاربون مصر ودورها، ويرون الان انها لم تعد قادرة على النهوض واستعادة الدور المؤثر الفاعل في الساحتين الاقليمية والدولية.
ومن حرصنا على مصر وقلقنا على شعب مصر، وبعيدا عن التدخل في الشأن الداخلي، ندعو القيادة المصرية الى اعادة تقييم سياساتها وتحالفاتها، وأن لا تقبل بالنظر اليها من زاوية الذل والمهانة والابتزاز، هذه القيادة مدعوة الى استرداد دورها وكرامتها وحماية قواعد الارتكاز هذه، فقوة مصر واستقلالية قرارها واغلاق الابواب في وجوه الصغار، عوامل كفيلة بحماية الساحة المصرية واسقاط كل محاولة من أي جانب كان يعمل على ضرب الاستقرار في أرض الكنانة، بمعنى أوضح وأدق، على القيادة المصرية تنطلق في سياساتها ومواقفها وعلاقاتها من منطلق قوة واقتدار وتاريخ حافل بالانجازات والعظمة، حتى لا تسقط في دائرة الذل والمهانة.