القيادة السورية ترفض بشدة هذا التراجع الخجول وتربط أية خطوات للتقدم نحو عودة الاتصال بضرورة اتخاذ الدول "التائبة" موقفا سياسيا من الاحداث في سوريا وما تعرضت له، مع اشتراط تقديم الاعتذارات العلنية عن تلطيخ اياديها بالدماء السورية.
وفي ذات السياق، ما تزال الجامعة العربية المرتهنة لانظمة الردة في الخليج، تطرح اسطوانتها الممجوجة تفسيرا لعدم عودة سوريا الى الجامعة العربية ولا تجرؤ على طرح السبب الحقيقي وراء خطوتها المتأخرة والمتمثلة في الضغط الخليجي الامريكي الداعي والرامي الى تشديد الحصار على الشعب السوري، والعمل بكل الوسائل لاطالة أمد الحرب والقتال في الساحة السورية.
وترى دوائر ومصادر سورية أن الدولة السورية لا تشرفها العودة الى مقاعد الجامعة العربية، هذه المؤسسة التي اختطفتها الانظمة الخليجية، وحملت وزر وجريمة دعوة كل شذاذ الافاق ودول الاستكبار لشن الحروب بأشكالها ضد الدول العربية.
ان دولا عربية ذليلة مهانة، ترمن الى درجة العبادة بالتعليمات الامريكية الاسرائيلية تشارك في تشديد الحصار الذي تفرضه واشنطن على الشعب السوري، وتحظر على رعاياها الاتجار مع الدولة السورية، ومعاقبة كل من يسلك ميدان الاستيراد والتصدير مع ابناء سوريا، وتلتزم هذه الدول بتعليمات القنصل التجاري الامريكي في عواصمها، ووصل الامر بهذه الدول عدم السماح بدخول البضائع السورية الى اراضيها، ومصادرة شحنات النفط المتوجهة الى سوريا ومنعها حتى من عبور قناة السويس، في حين ما تزال الدول اياها وبتعليمات من واشنطن ضخ الاسلحة الى العصابات الارهابية واسنادها لوجستيا واستخباريا وتسهيل عبور الارهابيين الى الاراضي السورية، في حين تقف الجامعة الخليجية برئاسة احمد ابو الغيط ـ صامتة الا من اصدار بيانات الحرص الكاذبة ـ امام هذا العدوان المتواصل على الشعب السوري، وتبرر عدم عودة الدولة السورية الى هذه المؤسسة بـ "عدم التوافق" مع الدول الاعضاء، أي خضوعها لرغبات الانظمة المرتدة في الخليج راعية الارهاب وداعمة عصاباته.