2024-11-27 12:25 م

فريق اغتيال خاشقجي: اعترافات المنشار والفرن

2019-09-11
نشرت صحيفة "صباح" التركية، حوارات فريق اغتيال الصحافي السعودي جمال خاشقجي، داخل القنصلية السعودية في اسطنبول، حيث قُتل.


وقالت الصحيفة، أن الاعترافات التي تنشر للمرة الأولى، تعود لفريق إعدام خاشقجي، واصفة إياها بـ"المرعبة"، وأنها ترمي إلى تبرئة الأشخاص الذين يقفون فعلياً وراء الجريمة، حسبما نقلت مواقع تركية ناطقة بالعربية.

وذكرت الصحيفة أن أحمد العسيري، نائب رئيس الاستخبارات السعودية السابق، أسس ثلاثة فرق، وهي فريق التخابر، وفريق الإقناع والتفاوض، والدعم اللوجستي على أن يكون الجنرال منصور أبو حسين مسؤولاً عن الفرق الثلاثة. مضيفة أنه "للمرة الأولى يتضح أن المسؤول عن فريق التنفيذ والمكون من ثلاث مجموعات هو منصور أبو حسين، وليس كما كان يعتقد سابقاً ماهر المطرب، المكلف بعملية التفاوض مع خاشقجي، ويعد الرجل الثاني في الفريق".

وأشارت الصحيفة إلى أن العسيري تنصل من مسؤولية قتل خاشقجي، وقال في إفادته أنه أصدر تعليماته لأبو حسين لإحضار جمال للسعودية بالإقناع، ولم يطلب منه إحضاره بالقوة، فيما تناقضت هذه الشهادة مع إفادة أبو حسين نفسه الذي قال أن العسيري طلب منه إحضار جمال حتى باللجوء إلى القوة.

وأضاف أبو حسين أن العسيري جمعه بسعود القحطاني المستشار السابق لولي العهد السعودي الأمير محمد بن سلمان الذي أمره بإحضار خاشقجي للسعودية، وأشار إلى أنه بناء على ذلك التكليف شكل ثلاثة فرق، وتواصل مع القنصل العام السعودي بإسطنبول وأخبره بأنه سيأتي إلى إسطنبول مع 15 شخصاً، من دون إعطائه أي معلومات مفصلة.

أما الرجل الثاني في فريق الاغتيال ماهر المطرب، فأفاد بأنه قرر قتل خاشقجي إذا لم يقتنع بالمغادرة إلى السعودية، وكان يخطط في البداية لدفنه في حديقة القنصلية إلا أنه عدل عن ذلك خوفا من اكتشاف أمره. وبشأن ما حدث مع خاشقجي، قال أنهم جلسوا مع خاشقجي وحاولوا إقناعه بالذهاب معهم إلى الرياض، وفي الوقت ذاته وضعت على الطاولة أمامه منشفة وغبرة ومادة مخدرة، فسألني خاشقجي ماذا ستفعل؟ قلت سأتخلص منك وأعاقبك.

وبحسب المعلومات المتداولة، قال الطبيب الشرعي وعضو فريق الاغتيال صلاح الطبيقي، أنه حقن خاشقجي بمقدار كبير من مخدر محظور جلَبه من القاهرة، قبل أن يقطّع جثته إلى أشلاء.

والحال أن خاشقجي قُتل في 2 تشرين الأول/أكتوبر الماضي، داخل قنصلية بلاده في إسطنبول، في قضية هزت الرأي العام الدولي وأثارت استنكاراً واسعاً، وشوهت محاولة السعودية تقديم نفسها على أنها دولة تسعى للإصلاح.

وقبل أسابيع، نشرت المفوضية الأممية لحقوق الإنسان تقريراً أعدته مقررة الأمم المتحدة الخاصة بالإعدام خارج نطاق القضاء، أغنيس كالامار، من 101 صفحة، وحملت فيه السعودية مسؤولية قتل خاشقجي عمداً، مؤكدة وجود أدلة موثوقة تستوجب التحقيق مع مسؤولين سعوديين كبار، من بينهم ولي العهد الأمير محمد بن سلمان.

وفي مطلع أيلول/سبتمبر الجاري، أي قبل شهرين من حلول الذكرى السنوية على الجريمة، جدد الأمين العام للأمم المتحدة أنطونيو غوتيرس، دعوته لمحاسبة المتورطين في قتل الصحافي السعودي الذي عمل كاتباً عمود في صحيفة "واشنطن بوست" الأميركية، بعد اختياره لجوءاً طوعياً في الولايات المتحدة، بسبب مواقفه الناقدة للسلطات السعودية.

وتظهر النتائج الأولية التي توصلت إليها الشرطة التركية نتيجة للتحقيقات التي قامت بها في مقر القنصلية ومنزل القنصل، إلى جانب أماكن أخرى مشتبه بها، أن أشلاء خاشقجي قد تكون أحرقت بعدما تم تقطيعها في مكان الجريمة داخل القنصلية ومن ثم نقلها إلى الخارج. واستدلت الشرطة التركية على توقعاتها هذه، بقولها أن "مقر القنصلية في اسطنبول فيه بئران وفرن خشبي تصل درجة الحرارة فيه الى ألف درجة مئوية، ما يتلف أي أثر لحمض نووي".

في السياق، نشرت الصحيفة نفسها، مضمون فيديو لتسجيلات صوتية جديدة جرت بين مغتالي خاشقجي داخل القنصلية السعودية، من بين ما جاء أحدهم يقول لزميله: "هل وصل حيوان الأضحية؟" و"هل يسع الكيس الجسم؟".

وأتى هذا الحوار قبل دخول خاشجقي للسفارة بـ12 دقيقة فقط، وجرى بين رئيس وفد التفاوض ماهر مطرب، وصلاح محمد الطبيقي الذي قام بتقطيع الجثة. وقال الطبيقي: "الجثة ثقيلة والرجل طويل للغاية، لقد عملت بشكل متواصل بالتعامل مع الجثث. أعرف كيف أقطعها جيداً. لم أعمل أبداً على جسم حي، لكن يمكنني التعامل معه بسهولة. بعد أن أقوم بتقطيعه. ضعه في أكياس ومن ثم في حقائب لإخراجه".

وأضافت الصحيفة أن الرجل الذي استقبل خاشقجي تعامل معه بأدب ودعاه للصعود معه إلى الطابق الثاني من القنصلية، وكان يمسك بذراع خاشقجي، الذي بدأ بالشك، ليقول: "اترك يدي.. ماذا تفعل؟".

وبحسب الصحيفة قال مطرب: "تعال واجلس. لقد جئنا لكي نعيدك مجبرين إلى الرياض. يوجد لدينا أوامر من الإنتربول. لقد طلب الإنتربول اصطحابك"، فردّ خاشقجي: "لا يوجد أي قضية مرفوعة ضدي. وخطيبتي بانتظاري في الخارج". وتساءل مطرب عن امتلاك خاشقجي لهاتف معه أم لا، ليجيبه خاشقجي: "نعم لدي جهازا تليفون"، ليسأله مطرب: "ما هو موديلهما؟". ليجيب خاشقجي: "آيفون".

وطلب مطرب من خاشقجي إرسال رسالة إلى ابنه يخبره فيها ألا يقلق في حال عدم تمكن العائلة من التواصل معه في إسطنبول لبعض الوقت. بينما احتج خاشجقي على ذلك بأنه اختطاف. وبعد أخذ ورد، قال مطرب: "اكتب يا سيد جمال. هيا أسرع. ساعدنا حتى نتمكن من مساعدتك. لأننا سنعيدك بالنهاية إلى السعودية. إن لم تساعدنا فأنت تعلم جيداً ماذا سيحدث لك بالنهاية".

وأضافت الصحيفة أن خاشقجي نظر إلى الطاولة، وقال: "يوجد هنا منشفة. هل ستعطيني دواء؟" فرد مطرب: "سنقوم بتخديرك". وبعد إعطاء خاشقجي جرعة المخدر، وقبل أن يفقد الوعي، صرخ: "لدي ربو. لا تفعلوا. أنتم تخنقونني".

وكانت هذه الجملة الأخيرة لخاشقجي، حيث  وضع "الجلاد"، حسب وصف الصحيفة التركية، بعد ذلك كيساً على رأسه وخنقه، مشيرة إلى أنه في تلك اللحظات التي يلفظ فيها خاشقجي أنفاسه الأخيرة، سمع صوت يشهق بعمق، وفقاً للتسجيلات المروعة. علماً أنه بعد الانتهاء من قتل خاشقجي، كانت أصوات تقطيع الجثة، تسمع لمدة نصف ساعة بشكل وحشي.
(المدن)