التهدئة شعار لخدمة مصالح اسرائيل، والتشدق برغبات المصالحة وتحقيق الخطوات الانسانية، مجرد ادعاءات باطلة، انها القناع لتعميق الانقسام وتدجين المقاومة واللعب بعواطف المواطنين وتخديرهم.
ما يشهده قطاع غزة، أمر مقلق وجد خطير، فالتهدئة تراوح مكانها، وتهديدات قادة اسرائيل على اختلاف انتماءاتهم الحزبية بشن الحروب لم تتوقف، والترجمة العملية لهذه التهديدات هي مؤجلة فقط.. الى ما بعد فرز صناديق الاقتراع في السابع عشر من الشهر الجاري، والجهود المكثفة منذ أيام فقط هي لخدمة بنيامين نتنياهو، وزيارات وفود الوسطاء هي من أجل هذا الهدف فقط، ونعتقد أن قادة المقاومة يدركون ذلك، لكن، حذار من الثقة بهذه الجهود، معروفة الاهداف ومكشوفة النوايا.
في غزة صراع وسطاء، لكن، الهدف مشترك، شطب المقاومة واراحة اسرائيل، وتمرير اليوم الانتخابي، املا بانجاح نتنياهو، هكذا يريد السيد الامريكي، ورسائل التهديد التي تصل المقاومة من هؤلاء الوسطاء يصب في هذا الهدف، واذا كانت قيادة المقاومة غير مدركة لذلك، تكون قد انجزت وانزلقت وسارت بقدميها الى الهاوية والكمين المنصوب.
وهذه الزيارات التي يشهدها القطاع للوسطاء لا تهدف ابدا تحقيق المصالحة.. بل تدفع نحو تعميق الانقسام، فالمصالحة لا تخدم مصالح الوسطاء ولا اسيادهم، فالمطلوب أن ينجز الانفصال التام بين الضفة الغربية وقطاع غزة.
في الايام الاخيرة، الوسطاء كثفوا من زياراتهم لغزة، فموعد الانتخابات في اسرائيل قد اقترب، ولا يريد الوسطاء تشويشا على هذه الانتخابات والتأثير سلبا على "المعشوق" نتنياهو، زيارات مجبولة بالوعود والتمنيات الكاذبة وبهدنة مذلة لن تتحقق، ورغم العداء بين القاهرة والدوحة وهما من الوسطاء، الا أن أهداف المساعي متلاقية، وهذا ليس بالأمر الغريب، لكن، الغريب أن المقاومة ما تزال تضع ثقتها في الوسطاء، فالى متى؟! التعليمات واضحة والحدود مرسومة، ولا خروج من الهوامش.