2024-11-26 07:34 م

السيد ينفذ وعده.. ورسائل "صاروخ الكورنيت" تحت الدراسة

2019-09-01
القدس/المنـار/ نفذت المقاومة في لبنان ما وعدت به وردت على العدوان الاسرائيلي، ونتنياهو يبتلع الرد، وصاروخ "الكورنيت" وجه رسائل عدة تقرأ جيدا في اسرائيل والمنطقة وفي الداخل اللبناني.
المحللون والمتابعون يواصلون دراسة آثار وابعاد عملية المقاومة، والدوائر السياسية توقفت طويلا أمام رد المقاومة والمستوى العسكري يدرس الرسائل التي حملها صاروخ الكورنيت.
تجمع مواقع التحليل والدراسات والمحررون المختصون على أن عملية حزب الله تؤكد أن كل القواعد العسكرية الاسرائيلية في الشمال هي في دائرة الاستهداف والحاق الخسائر، وأن الحزب لديه القدرة على الرصد وتتبع وجمع المعلومات وتحديد الاهداف وبصورة وطريقة ذكية جدا.
وتضيف التقارير التي تتناول عملية حزب الله أن الحزب لو اراد الحاق خسائر بشرية كبيرة في رده على القصف الاسرائيلي الذي كسر قواعد الاشتباك لفعل واستطاع تحقيق ذلك.. لكن، للحزب حساباته.
عملية حزب الله ضد القاعدة العسكرية الاسرائيلية حملت رسائل عدة، تقرأ جيدا في اسرائيل والمنطقة وحتى في الداخل اللبناني.
ومن هذه الرسائل أن حزب الله اذا قال فعل، واذا وعد لا يخلف، انه قادر على اخراج تهديداته الى حيز التنفيذ، ولا يخشى أية محاذير اقليمية أو دولية ولا محلية، وهو لن يتراجع عن أن يفرض على اسرائيل الالتزام بقواعد الاشتباك، وتمكن من ذلك بالفعل في وقت كانت فيه اسرائيل في اقصى درجات التأهب والاستنفار، ورغم الاجراءات الاسرائيلية والاحتياطات التي اتخذتها تل أبيب فان صواريخ حزب الله كانت قادرة على ايقاع خسائر كبيرة في صفوف الجيش. الصاروخ الاول لم يخطى الهدف، وبشكل مقصود، وهذا ما اثبته الصاروخ الثاني، والرسالة الثانية هي انسحاب المنفذين دون خسائر، فرغم حالة الاستنفار والتأهب على الحدود فالحزب قادر على تجاوز كل الاجراءات، لدى الحزب "اشباح" تتحرك بسهولة وترصد بدقة التحركات الاسرائيلية، ولديها القدرة على الحاق الخسائر بالعدو.
جاء في التقارير الاسرائيلية التي تتوالى عن عملية حزب الله أن ما جرى اليوم على الحدود اللبنانية الاسرائيلية هي عملية ذكية بكل معنى الكلمة، فمن جهة اثبت سيد المقاومة حسن نصرالله أن الحزب قدرة وقوة لم يتأثر، وقادر على تنفيذ العمليات التي يعد ويهدد بها، دون ان تتسبب في اندلاع مواجهة واسعة، بتخطيط متناهي الدقة تمتاز به فقط الجيوش المتقدمة، فالحزب جيش بكل معنى الكلمة.
المحللون الذين يتابعون التطورات وتناولوا عملية حزب الله يرون أن اسرائيل ستحرص من الان فصاعدا على عدم ارتكاب الاخطاء مع حزب الله، وأن التعامل مع اللاعبين على الساحة السورية لا يمكن أن يكونة بنفس الشكل والاسلوب، ويبدو أن حزب الله هو من سيفرض في مرحلة لاحقة وحسب التطورات توقيته ورده على الواقع الاسرائيلي بما فيه السباق الانتخابي.
أما بالنسبة لرئيس وزراء اسرائيل، فهو سيحاول تجيير التطورات الامنية لصالحه انتخابيا، والحفاظ على مستوى لهيب نار التوتر حتى موعد الانتخابات، لأن هذا اللهيب هو الوحيد القادر على اخراس أبواق الخصوم السياسيين، وتحييد الخطاب الحزبي لصالح دعم رئيس الوزراء ووزير الدفاع في مواجهة حزب الله.
والسؤال المطروح، هل سيحافظ نتنياهو في الاربعة عشر يوما المبقية على هذا اللهيب الذي يوفر له التفاف الجمهور الذي يؤمن بأنه الوحيد القادر على ادارة دفة الحكمة في اسرائيل زمن الحروب.
تقارير اسرائيلية، تتساءل، هل ستفتح عملية صاروخ الكورنيت الناجحة شهية بعض الاطراف في الجنوب "قطاع غزة"؟!