2024-11-26 11:33 م

وفود إماراتية وعمانية في «دمشق الدولي»: ماذا عن التحذيرات الأميركية؟

2019-08-30
خطف الحضور العربي الأنظار في نسخة هذا العام من معرض دمشق الدولي، ولا سيما المشاركتان الإماراتية والعُمانية، من ضمن 38 وفداً دولياً، رغم التحذيرات القوية التي كان آخرها بيان نشره موقع السفارة الأميركية لدى دمشق

دمشق | «من دمشق إلى العالم»، تحت هذا الشعار افتتحت دمشق معرضها لهذا العام بدورته الـ 61. إعلان مشاركة 38 دولة في أجنحة المعرض، الذي انطلق أول من أمس وامتد على مساحة 100 ألف متر مربع كأكبر مساحة تُحجز في تاريخ دوراته، وبزيادة 500 شركة عن الدورة السابقة، يشي بأهمية استثنائية لهذه الدورة بعدما ضاعت فعاليات الحدث الضخم خلال السنوات السابقة بين الحرب والحصار الاقتصادي. المشاركة العربية تسيّدت المشهد بعودة وفود من دول صُنّفت سابقاً على أنها من مقاطعي دمشق. فمن بين نحو 400 رجل أعمال عربي وأجنبي، صُنّف الوفد الإماراتي بين أضخم الوفود لأنه يضم 40 شخصية رفيعة، يليه العماني الذي يشمل 35 شخصية، كما نظّمت لجان التسويق المختصة في المعرض دعوات لـ 200 زائر عربي وأجنبي، جلّهم من المتخصصين بالقطاع الغذائي والنسيجي. أما أبرز ما يمكن التعويل عليه في الدورة الحالية، فهو حضور الشركات العربية والأجنبية وفق تمثيل مباشر، وليس باعتماد على وكلاء كما كان يجري خلال الدورات السابقة. وبدت الأجنحة الإماراتية والعمانية الأكثر تنظيماً وفخامة وضخامة، معتمدة الإبهار في إظهار الجانب التراثي خلال عرض المنتجات وتسويقها.

اقرأ أيضا: محلل إماراتي يتحدث عن أسباب المشاركة الإماراتية الكبيرة في معرض دمشق الدولي

الوفود العربية التزمت توجيهات خاصة تقضي بتجنب التصريح للصحافيين إلا بحضور رئيس الوفد، وذلك لحساسية الموقف الخليجي والتحذيرات الأميركية من مشاركة الدول في المعرض، والتزام مقاطعة الدولة السورية. لكن «الأخبار» تمكنت من الحديث إلى رجل الأعمال الإماراتي المهندس محمد مطر، وهو المدير العام لإحدى الشركات المختصة بصناعة زيوت السيارات. مطر أكد «توجه الدولة الإماراتية إلى الانفتاح على السوريين، بالتزامن مع وجود فرص استثمارية مشجعة بسوق سورية واعدة، ولا سيما أمام الشركات العقارية والصناعية». وعند سؤاله عن موقفه وموقف وفد بلاده من التحذيرات الأميركية، قال: «نحن أيضاً لنا مصالحنا الخاصة. لا مخاوف لدينا من أي تحذيرات. نلنا تسهيلات كبيرة بما يميّز وفدنا، عبر تذليل كل المعوقات، إضافة إلى لقاءات على مستويات اقتصادية كبرى بين البلدين». وأضاف: «وفودنا بدأت اجتماعاتها مع الجانب السوري قبل الافتتاح، وشارك مسؤولون رسميون وكبار رجال الأعمال الإماراتيين، على أمل الخروج بطروحات مهمة للتعاون».

بدت الأجنحة الإماراتية والعمانية الأكثر تنظيماً وفخامة وضخامة

كذلك، أكد نائب الرئيس التنفيذي لـ«الشركة الوطنية لمنتجات الألمنيوم العُمانية»، محمد بن علي بن محمد الراشدي، أهمية الحضور إلى دمشق للبحث عن وكلاء وموزعين لمنتجات الشركات العمانية. وأضاف: «منتجنا متوفر في جميع أنحاء العالم. نحتاج إلى موزّع لنا في السوق السورية أسوة بباقي الدول. نريد أن نساهم، ولو بجزء بسيط، في إعمار هذا البلد، ولا سيما أننا نصدّر إلى الدول المجاورة لسوريا، كالعراق والأردن ولبنان». أيضاً بدا أن لا تخوّف لدى رجال الأعمال العمانيين من التحذيرات الأميركية، إذ رأى الراشدي أنه «لا تعاملات لدينا مع الجانب الأميركي، ولا تصل منتجاتنا إلى الأميركيين»، مضيفاً: «نسوّق بضاعتنا بما يناسبنا. ونبحث عن أسواق نتوجه إليها من غير مخالفة أي قوانين. سوريا باتت هدفاً (اقتصادياً) عالمياً، وليس للعمانيين فقط».

حفل الافتتاح هذا العام حاول أن يواكب ضخامة الحدث بما لا يستفزّ مزاج الشارع عبر شعارات مستهلكة، ولا سيما مع الرعاية الرئاسية بحضور الرئيس بشار الأسد العرض الافتتاحي، إضافة إلى حضور وزراء للتدريبات والعروض التجريبية، كما حضر رئيس الحكومة، عماد خميس، ممثلاً عن الأسد. في الوقت نفسه، ظهر شعار المعرض («من دمشق إلى العالم») عبر لوحات غنائية قدمتها فرق سورية وروسية وصينية وإيرانية، بالتركيز على الفولكلور الغنائي لكل من البلدان المشاركة. ورأى بعض الحاضرين أن اليوم الأول مرّ «من غير أخطاء تنظيمية»، على عكس الأعوام الماضية. وأحيت حفل الافتتاح أوركسترا أورفيوس بقيادة المايسترو أندريه معلولي، بعزف المقطوعات الموقّعة باسم المايسترو السوري المعروف طاهر مامللي، كما تضمن الحفل لوحات كسرت النمطية، باستعراض حكايات من التاريخ ولوحة فنية بطريقة مبتكرة أدّاها الرسام السوري غياث محمود، إضافة إلى حضور خاص لجرحى الجيش السوري. كذلك، قدمت فرقة من الفنانين عرضاً غنائياً أخرجه نبال بشير وكتبه سامر إسماعيل، ليختتم بعدها الحفل بجولة حكومية على أجنحة المعرض.

واشنطن تهدّد المشاركين
قبل أيام من موعد افتتاح المعرض، كان موقع السفارة الأميركية لدى دمشق قد أصدر بياناً حذّر فيه رجال الأعمال وغرف التجارة من المشاركة في المعرض. وجاء في البيان أنه بعد تلقي السفارة «تقارير تفيد بأن بعض رجال الأعمال الإقليميين أو غرف التجارة يعتزمون المشاركة… نكرّر تحذيرنا من أن أي شخص يمارس أعمالاً تجارية مع نظام الأسد أو شركائه، يعرّض نفسه لاحتمال فرض عقوبات أميركية عليه». وبدا التهديد واضحاً للوفود الأجنبية، وخصوصاً العربية، ثم شكرت السفارة «أفراد الجمهور الحريصين على توجيه انتباهنا إلى هذه المعلومات».

(الأخبار)