ويلاحظ أن هناك صمت عراقي رسمي على هذا القصف الذي يستهدف منظمات وحركات عسكرية داعمة للموقف الايراني اتجاه القوى والجهات والدول المعادية لطهران وفي مقدمتها أمريكا واسرائيل والمملكة الوهابية السعودية ومشيخات خليجية.
مصادر واسعة الاطلاع كشفت لـ (المنـار) أن القيادة العراقية تتعرض لضغوط من دول عربية من بينها السعودية ومصر، حتى لا تعلق على مسألة الاعتداءات الاسرائيلية، لأن هذه الغارات هي جزء من الحرب بين امريكا واسرائيل من جهة وبين ايران من جهة ثانية، وهذا يعني أن الجهات الضاغطة على بغداد مشاركة في هذه الحرب غير المباشرة بأشكالها المتعددة ضد الجمهورية الاسلامية الايرانية.
وتقول هذه المصادر أن واشنطن وتل أبيب وعواصم عربية تدرك تماما أن فصل العراق عن التأثير الايراني ودفعه الى حضن ما يسمى بمحور الاعتدال المتحالف مع امريكا واسرائيل هو أمر شبه مستحيل، وأن ما تقوم به الولايات المتحدة واسرائيل من نشاط عسكري ضد أهداف ومواقع في العراق لن يشطب هذه الحقيقة بل مجرد تأحيل للمصير المحتوم، أي أن التواصل بين ايران والعراق وسوريا الى جنوب لبنان لن ينقطع تحت تأثير هذه الغارات الاسرائيلية وما تقوم به واشنطن على الساحة العراقية، فالمسار البري بين طهران وحتى البحر المتوسط قائم ومفتوح وسالك.
وتضيف المصادر أن ما يطرح اليوم في العديد من الدوائر في المنطقة هو: من أين انطلقت الطائرات الاسرائيلية المغيرة وكيف قطعت هذه المسافة، هل هي من الاردن، أو من مطار دولة خليجية كالسعودية أو من حاملة للطائرات في مياه هذا المحيط أو ذاك.