القوات السعودية في عدن انسحبت لصالح ميليشيات الامارات فما جرى هو تسليم لا استسلام متفق عليه بين الرياض وأبوظبي فلا تباين بينهما ازاء التحديات المشتركة ومتا اقدمت عليه مشيخة الامارات بتنسيق مع الانفصاليين الجنوبيين هو بضوء أخضر أمريكي وتشجيع اسرائيلي حيث عدن تعتبر ميناء ومنفذا بحريا استراتيجيا، انها خطة اماراتية سعودية لأهداف تتفق عليها ابوظبي والرياض.
وايا كانت هذه الاهداف والسياسات المشتركة التي يرسمها ويديرها المحمدان ابن زايد وابن سلمان، فان التطورات الاخيرة والمستمرة في منطقة الخليج قد تطبيع قريبا بالتحالف العدواني الذي تقوده السعودية ضد الشعب اليمني، منذ أكثر من أربع سنوات ارتكب خلالها المجازر والمذابح البشعة، وتعيد دوائر سياسية الى الاذهان صراع الحدود بين الامارات والسعودية،وصراع العائلتين الحاكمتين في البلدين، ال نهيان وال سعود وليس مستبعدا ان نرى قريبا التصدع في العلاقات الاماراتية السعودية، خاصة وأن المشيخة الاماراتية ترى في نفسها صاحبة القيادة والقرار في منطقة الخليج بفعل الدعم الامريكي الاسرائيلي اللامتناهي، في وقت يترنج فيه النظام الوهابي السعودي بفعل السياسات غير المدروسة والعبثية والارهابية لولي العهد وانشغاله في مواجهة نتائجها، وهذا يقودنا الى أن محمد بن زايد أوقع ابن سلمان في حفر عديدة، وهو من عائلة تضمر العداء تاريخيا لا سعود، ويحظى ابن زايد بدعم مطلق من القاهرة وتل أبيب وواشنطن، ويبدو أن بين يديه ملفات واسرار خطيرة تمس بابن سلمان تضطر الاخير على السكوت امام ما ينفذه حاكم الاماراتي الفعلي من سياسات، ورأينا هذا الصمت من جانب الرياض، اتجاه ما شهدته مدينة عدن، وانسحاب الوحدات السعودية منها، وتسلم الامارات لقصر المعاشيق الرئاسي وطرح عبدربه هادي منصور الدمية السعودية.