تحالف أردوغان مع اسرائيل وأمريكا وجماعة الاخوان وشذاذ الافاق لاسقاط وتدمير الدولة السورية لم يتوقف عن رعاية العصابات الارهابية، ويتنافس في ذلك مع دول خليجية، في مقدمتها المملكة الوهابية السعودية ومشخية الامارات.. وذلك ليس غريبا على اردوغان أو مفاجئا، فنظامه عضو في حلف الناتو الذي تقوده أمريكا وعلاقاته الاقتصادية والامنية مع اسرائيل في تطور دائم.
بعد هذه السنوات الثماني، تلقى أردوغان الاهانة تلو الاخرى من جانب واشنطن وتل أبيب رغم ما يقدمه من خدمات لهذين الجانبين، ودخلت روسيا على خط الاتصال مع القوى المتصارعة فوق الارض السورية ومنها تركيا، وفي ضوء تراجع شعبية اردوغان وحزبه، وجد أردوغان نفسه مضطرا للدفاع عن هيبته وهيبة بلده التي تهاوت أمام صمود الشعب السوري، وفشل سياساته وافتضاح دوره وخيانته، وجد نفسه معزولا مهانا، فكانت الاتصالات بينه وبين موسكو السلم الذي يستعين به للنزول مجروحا من على الشجرة التي صعد اليها مزهوا بخيانته ونذالته.
مصادر اعلامية، ترى أن النظام الاردوغاني "المجروح" المعرض للتآكل والسقوط قد يلجأ الى اتخاذ خطوة غير مسبوقة منذ اندلاع الاحداث في سوريا العروبة قبل ثمانية اعوام، وبتشجيع من موسكو وطهران وموافقة دمشق تتمثل في الخوض في مفاوضات مباشرة مع القيادة السورية في ملفات أمنية وسياسية قد تعيد ترتيب الوضع في الشمال السوري الذي يشهد تصارعا شرسا معقدا بين قوى ارهابية مدعومة من دول ذات مصالح مبتياينة، مفاوضات تراعي المصالح والامن القومي التركي، اضافة الى بحث مسألة التنسيق بين دمشق وأنقرة لمواجهة خطر قيام كيان كردي شرق الفرات برعاية امريكية.
وتفيد مصادر نقلا عن دوائر متابعة أن اردوغان بات منبوذا حتى من حلفائه الرافضين لأي مصلحة يريد العثماني الجديد تحقيقها من وراء مشاركته في الحرب الارهابية الكونية التي تشن منذ ثمانية أعوام على سوريا، شغلت تركيا احد أهم أطرافها.