2024-11-27 08:30 ص

ترامب يتهم القيادة الفلسطينية بحرق الجسور مع واشنطن ويهدد بعقابها

2019-07-02
القدس/المنـار/ كتب رئيس التحرير/ انتهت ورشة البحرين، الشق الاقتصادي من صفقة القرن، وبدأت مرحلة التطبيع العربي العلني مع اسرائيل الذي شكل أمنية وهدف وحلم لأنظمة الردة في الخليج "الامارات والسعودية"، وارتاحت له أنظمة الاعتدال، في ورشة البحرين تكشفت المواقف، ودخلت القضية الفلسطينية مرحلة جديدة، عنوانها: التخلي العربي الرسمي عن الشعب الفلسطيني وقضيته، بل العمل الخبيث لتصفيتها، حيث الشق السياسي من الصفقة قادم، وتمويل مخطط التصفية جاهز، وهناك تحالف خبيث في مواجهة الفلسطينيين.. والصدام قادم، في وقت ما تزال فيه حركتا فتح وحماس "تتناطحان" وكلتاهما تدوران في فلك دول الاعتدال المتآمرة على فلسطين وشعبها، وتتلاقيان على موائد أنظمة الردة حوارات ومحادثات.. بلا جدوى، ولا نوايا طيبة، ولا صدق أو مصارحة والشعب يئن تحت وطأة الانقسام في مواجهة تحديات وتهديدات متعاظمة وينهش الاحتلال ما تبقى من أراض، يصعد من قمعه وممارساته الارهابية التي فاقت كل تصور.
ان المؤكد الآن، أن حربا شعواء ستتعرض لها القيادة الفلسطينية، وذرائع امريكا وهدمها جاهزة، حرب اقصاء القيادة، حرب تقودها الدولة العظمى في العالم، امريكا بجبروتها واستكبارها وشرورها، وخدمها تحت التعليمات مشاركة في هذه الحرب وتمويلها، وضعاف النفوس من الوكلاء المرتدين الخارجين على ارادة الشعب، يتقاطرون على عواصم الردة لتلقي الأوامر والأدوار في حرب ستستخدم فيها كل الوسائل لاسقاط القيادة الفلسطينية، حصارا ماليا، واشاعات واتهامات وتشويه، وطواقم وماكنات اعلامية جاهزة للعمل.
والدلائل والاشارات على اقتراب الحرب العلنية واضحة تماما، واستنادا الى معلومات حصلت عليها (المنـار) فان الرئيس الأمريكي دونالد ترامب شخصيا أعطى اشارة البدء والضوء الاخضر لشن الحرب على القيادة الفلسطينية، وصدرت الاوامر الى اسرائيل والأدوات ووكلاء أنظمة الردة، وقيادات السعودية والامارات، ومن تحت الطاولة دول تدعي دعمها للفلسطينيين، زورا وبهتانا، وهناك خشية من محاولات مرسومة لضرب ما هو متبقي من استقرار في الساحة الفلسطينية بجناحيها، حتى ما يقال عن تفاهمات في قطاع غزة هو جزء من المؤامرة الامريكية المباركة من عواصم الردة والاعتدال، ولنرى الذريعة!!.
يقول مصدر امريكي رفيع المستوى أن القيادة الفلسطينية تتحمل مسؤولية كبيرة في سياسة حرق الجسور مع الادارة الامريكية، وأن هذه القيادة لم تتعامل بالحنكة المطلوبة في سياستها اتجاه الرئيس ترامب وادارته، سواء خلال حملته الانتخابية في مواجهة هيلاري كلينتون أو حتى بعد انتخابه، وأن الانتقادات اللاذعة التي وجهتها القيادات الفلسطينية من الصف الأول ضد ترامب لم تكن مقبولة وكان فيها الكثير من تجاوز الاعراف الدبلوماسية، وترامب وفريقه لم ينسى ذلك.
يضيف المصدر الامريكي أن شباك الفرص في تحسين العلاقة مع الرئيس ترامب فتح من جديد مع توليه ادارة البيت الابيض حيث وجهت الدعوة للرئيس محمود عباس للقاء الرئيس الامريكي رغم تأخر هذه الدعوة الا أن القيادة الفلسطينية فشلت في استغلال هذه الفرصة الجديدة في بناء العلاقات، حيث لم يترك الرئيس الفلسطيني وفريقه انطباعا حسنا وجيدا على الرئيس ترامب.
ويدعي المصدر الامريكي أن القيادة الفلسطينية في لقائها الأول مع الرئيس الامريكي اتبعت الاسلوب نفسه الذي اتبعته مع الادارة الامريكية السابقة برئاسة باراك اوباما، ولم تستوعب أن أسلوب وأدوات التعامل والتواصل مع ادارة اوباما لا يمكن أن تستنسخ نفسها في التعامل مع ادارة ترامب.
ويشير المصدر الى أن القيادة الفلسطينية تواصل اطلاق الشعارات ورفع سقف مطالبها رغم ادراكها عدم واقعية تلك المطالب والشعارات وأن العالم العربي لن يبقى اسيرا لتلك الشعارات وسيقفز عنها للتعامل والتواصل مع اسرائيل لخدمة مصالحه، وهو ما شاهدناه في "ورشة المنامة" الاخيرة بالبحرين.. ويسمع بوضوح في الغرف المغلقة.
هذا هو الموقف الامريكي من الشعب الفلسطيني وقيادته، موقف ينذر بأن حرب اقصاء القيادة الفلسطينية قد اقتربت، ولا نعتقد أن أيا من الدول العربية قد تصطف الى جانب القيادة وشعبها، فهي تخلت عن هذا الشعب، وفضلت أن تبقى "خدمية" لمصالح امريكا واسرائيل، لكن، الدرع الواقي الذي قد يفشل هذه الحرب هو الوحدة الوطنية، وصلابتها، وبالتالي، يفترض في القيادة الفلسطينية وهي مستهدفة بقوة وشراسة وحقد أن تتجه فورا الى ترتيب البيت الداخلي وتعزيز جدرانه وتقوية قواعده، وتبدأ فورا بوقف التجاوزات، وانهاء السليات ولجم الافواه التي لا تغلق تطلق التصريحات بعشوائية وقلة فهم ووعي وعدم ادراك، وأن يصار الى تطعيم ورفد المطبخ السياسي بكفاءات وخبراء وذوي سمعة جيدة ومسيرة حميدة.
القيادة الفلسطينية المدافع الوحيد عنها، هو شعيها، ومن حق هذا الشعب على قيادته أن تسمع لمطالبه، ورغباته، وأن يعاد فتح الجدران والأبواب للتقارير الصادقة البعيدة عن النفاق والأحقاد والأهواء الشخصية والمنافع الذاتية.
الحرب قادمة، ووسائلها وأساليبها عديدة، والمشاركون فيها كثيرون، ولا بد من الاعداد والتحضير وتغيير الأدوات ومن جانب آخر تحقيق مصالحة جادة وحقيقية، وقبل كل شيء أن تدرك قيادة هذا الشعب أن كل من رعى هذا الملف غير راغب في انهاء الانقسام، وان تدعى حماس فورا الى التوقف عن "الترهات" وما يشهده القطاع من تحركات ولقاءات "سامة" وتختصر الوقت وأن لا تبقى اسيرة "الانتظار" كما كانت مع بداية مؤامرة الربيع العربي، وأن لا تغرق في وهم ووحل الحكم غير المسنود شعبيا، على حساب قضية هذا الشعب، وترك المماطلة والادعاءات والذرائع جانبا فالوقت يداهم الجميع.
ان موقف القيادة الفلسطينية المشرف من صفقة القرن والرافض لها بقوة، هو سبب اندلاع هذه الحرب.. وامام العدوانية الامريكية وخيانة انظمة الردة، لا بد من استعداد شعبي جيد وواسع للدفاع عنها، جماهير وفصائل، وأية قوة سياسية تتخلى عن ذلك أو تعرقل وتماطل، هي مشاركة في هذه الحرب التي أعلنتها واشنطن.