هذا التراجع غير المسبوق من بين أسبابه تبني المملكة الوهابية للقضايا الاساسية والاقتصادية المثيرة التي تطرحها الادارة الامريكية وعلى رأسها صفقة القرن، والسعي الوهابي لسرقة واختطاف الوصاية الاردنية على الاماكن المقدسة في القدس وصولا الى تطبيع العلاقات بين تل أبيب والرياض.
ويقول الفلسطينيون أن الوجه الحقيقي للنظام الوهابي السعودي المرتد ظهر على حقيقته في السنوات الاخيرة منذ رعى الارهاب وفصائله وانخراطه في المؤامرة الارهابية الكونية لتدمير الساحات العربية وفي مقدمتها سوريا، وتمويلها المتواصل لهذه المؤامرة المستمرة ومرحبها الوحشية على اليمن، وينظر الفلسطينيون الى المملكة الوهابية على انها تؤدي دور العراب في المخططات والصفقات التي تهدف لتصفية القضية الفلسطينية، وهي التي أعطت الضوء الاخضر ووفرت كل الدعم لباقي الدول العربية لتغيير مساراتها، والتجرؤ في القفز على الخطوط الحمراء في العلاقات مع دولة الاحتلال الاسرائيلي وفتح باب التطبيع معها.
ان الغالبية العظمى من الفلسطينيين متأكدة بأن الرياض تؤدي دورا مشبوها في القضية الفلسطينية، وهي المسؤولة عن فتح باب التطبيع على مصراعيه مع اسرائيل، ودعمها ودفعها باقي الدول العربية الى الدخول من هذا الباب الذي كان مغلقا طوال السنوات الماضية.
والسعودية تتبنى بشكل مطلق صفقة القرن التي تنوي الادارة الامريكية طرحها، رغم احتوائها على بنود تمس القضية الفلسطينية وتشكل خطرا على اهم قضايا الصراع وأبرزها اللاجئون والقدس والحدود، ولعل التزاور بين مسؤولي الرياض وتل أبيب يؤكد الدور القذر للنظام الوهابي السعودي.
ويرفض الفلسطينيون الموقف السعودي القائل بأن الحل مع الفلسطينيين هو بالمال الذي يقدم من خلال المشاريع الاقتصادية، ويؤكدون أن هذا الموقف لن يقبل به الفلسطينيون الذين يبحثون عن الحل السياسي العادل، مع رفضهم لسياسة الابتزاز المالي والاغراء بالمشاريع الكبيرة، ويتوقع الفلسطينيون حصارا ماليا شرسا تفرضه المملكة الوهابية على الفلسطينيين.
وتلقى خطة الادارة الامريكية لتصفية القضية الفلسطينية والمعروفة بـ "صفقة القرن" وأول مراحلها خطة "السلام من أجل الازدهار" رفضا واسعا ويرى الفلسطينيون أن الخطة الامريكية هي خدعة كبرى للتغطية على تصفية القضية الفلسطينية برمتها وانها ليست خطة لتحسين حياة الفلسطينيين، هذه القضية تتعرض لمحاولة اغتيال بسلاح المال العربي.