اذا، لا حديث عن المصالحة في التحرك المصري، الذي بات مجرد اشغال والهاء، بعيدا عن طرح الحقائق ولو مرة التي تتعلق بهذا الملف الذي استضافته عواصم عديدة، دون أن يطرح مرة واحدة على أرض الوطن.
الآن والمؤامرات والمخططات القذرة تتكالب على شعب فلسطين وقضيته، وخطورة التحرك الامريكي الخليجي الاسرائيلي لتمرير صفقة القرن، لم "يستيقظ" الطرفان المتخاصمان للتلاقي من أجل اغلاق ملف الانقسام المدمر والمخزي وبدون وساطة هذه الجهة أو تلك، فكل الجهات تخضع هذا الملف نجاحا أو فشلا أو مماطلة لمصالحها.
وما دامت التحركات المريبة، لم تدفع فتح وحماس الى انجاز المصالحة، فان هذا الملف سيبقى مفتوحا الى يوم الدين، ويكون الجانبان المتحاربان قد منح الخصوم والاعداء فرصة نجاح لمخططاتهم الخطيرة والتصفوية.
اذا، لتتوقف رام الله وغزة عن التراشق والادعاءات بتصريحات لم تعد مقنحة لأحد في الشارع الفلسطيني، واذا كانت حماس وفتح حريصتين على وحدة الشعب وثبات موقفه أمام التحديات والتهديدات التي تنهال عليه من كل جانب ، وما دام الطرفان متفقين على مواجهة صفقة القرن بورشاتها ومراحلها، لماذا لا يلتقيان بنوايا صادقة وجادة لانهاء الانقسام، واغلاق الثغرة التي فتجت في الجدار الفلسطيني المقاوم.
أما بالنسبة لرعاة هذا الملف في العواصم العربية، فقد فشلوا في تحقيق المصالحة، ولا داعي لذكر الاسباب التي تعزز عدم رغبة فتح وحماس في انهاء الانقسام، فكل جانب متمسك بموقفه ومشروعه، ولكل منهما تحالفاته ومصالحه ومصالح الجهات الداعمة.
وهناك اعتقاد بتقصير الجهات الراعية، التي تعاملت مع هذا الملف من وراء ظهرها، دعائيا وتحقيق مصالح وربما اشغالا والهاء وعدم رغبة في انهاء الانقسام لغايات قوى ترتبط بهذه الجهات الى درحة التحالف.
وبالنسبة لمصر، فهي مشغولة في ملف التهدئة، وقبل أن يطفو هذا الملف على السطح، يبدو أنها لم تكن جادة أو فارضة ضغط على الجانبين المتحاورين برعايتها، ووصلت الى درجة المطالبة بترحيل ملف المصالحة من على طاولتها الى طاولة اخرى حتى لو كانت مشيخة قطر وبينهما ما صنع الحداد وان كانت هذه المطالبة المصرية ليست جدية، لكن، أين تعهد ووعد القاهرة بالاعلان عن الجانب المعرقل لجهود انجاز المصالحة، فتح أو حماس، هل ننتظر الاجابة، أم أن هناك معادلات وغايات تبقي على هذا الوعد مجرد كلام في كلام.