2024-11-27 01:32 ص

الجهات التي تقف وراء تفجير ناقلتي النفط.. الأسباب والدوافع

2019-06-13
القدس/المنـار/كتب رئيس التحرير/ استهداف ناقلتي النفط في بحر عمان اعاد بالوضع في الخليج الى حافة الهاوية والانفجار، بعد تراجع التداعيات الخطيرة، لحادث سفن الشحن أمام ساحل الفجيرة قبل حوالي الشهر، والحديث عن هذا الحدث يتطلب معرفة الأجواء التي تعيشها منطقة الاقليم والساحة الدولية، للوقوف على الاهداف والتداعيات والجهات التي تقف وراء هذا الحادث الذي وضع الاستقرار في الخليج والساحة الدولية، في دائرة الخطر الجدي.
هذا الحادث الخطير يأتي في ظل وساطة جادة من دول ذات تأثير في مقدمتها اليابان لوقف التصعيد بين ايران والولايات المتحدة وفي الوقت الذي كان فيه رئيس وزراء اليابان يجري مباحثات مع كبار المسؤولين الايرانيين وسيطا دوليا لتخفيف حدة التوتر في منطقة من أكثر مناطق العالم حساسية، كذلك، هناك التحركات الامريكية الخليجية لتمرير صفقة القرن وتصفية القضية الفلسطينية والتصريحات السعودية والاماراتية الاستفزازية ضد ايران والتنسيق المتعاظم بينهما وبين اسرائيل في هذا الملف وغيره،ـ وأيضا تصعيد القتال في الشمال السوري، وممارسات اسرائيل في الاراضي المحتلة، وما تمارسه أبوظبي والرياض من أعمال اجرامية في ساحتي ليبيا والسودان، والتآمر على تونس والجزائر، واستمرار الحرب العدوانية على الشعب اليمني، دون تجاهل القلق السعودي الاماراتي من نجاحات الشعب اليمني، واستهداف اراضي البلدين بصواريخ الجيش اليمني واللجان الشعبية، وما تعرض له قبل أيام مطار أبها السعودي.
ومرتبط تماما مع طبيعة هذه الاجواء سعي كل من ترامب ونتنياهو المحموم للفوز بولاية ثانية في اسرائيل وأمريكا، والبحث عن أوراق تخدمهما في معاركهما الانتخابية، ناهيك عن أن الامارات والسعودية دولتان وظيفيتان في خدمة تل أبيب وواشنطن، ونهج نظاميهما التخريبي التدميري في ساحة المنطقة، وتحالفهما الكامل مع اسرائيل تحت وهم حمايتها لهذين النظامين من التهاوي والسقوط.
هذه الأجواء تقودنا الى الآتي: هناك جهات مستفيدة من التصعيد والتدهور في الخليج، ومعنية اشعال حرب بين طهران وواشنطن، رغم عدم رغبة الجانبين في اندلاع حرب بينهما، فكل جانب له ظروفه ودوافعه التي تشكل هذا الموقف ولذلك قبلا بجهود الوساطة، لكن، هناك في البيت الأبيض من بدفع باتجاه حرب مع طهران، بولتون وبومبيو وغيرهما، وبطبيعة الحال محمد بن زايد ومحمد بن سلمان راعيا الارهاب والخراب في المنطقة، ومعهما اسرائيل وهذه الجهات الثلاث تدفع واشنطن لشن حرب على ايران التي يتعزز دورها وتقوى مكانتها وتتعاظم قدرتها العسكرية وباتت رقما مركزيا راسخا ومؤثرا في الاقليم والساحة الدولية، وقوة عسكرية يحسب لها ألف حساب.
ما حدث للناقلتين عمل مريب في وقت حساس له أهدافه وتداعياته واسبابه وهناك جهات مستفيدة في مقدمتها اسرائيل والاداتان في يدهما، أبو ظبي والرياض، هذه العملية المخطط لها بعناية وقوة في ظل الحراك السياسي نحو ايران لافشاله واعادة المنطقة الى حافة الهاوية ومنح الرئيس الامريكي حجة لاسكات الرافضين في الكونجرس لأي تصعيد عسكري مع ايران وهذه العملية المدبرة مبنية على الحادثة الاولى أمام الفجيرة فالاسباب والاهداف نفسها، وللغرض نفسه والمتمثل في شن عدوان على ايران بعد توفير الذريعة اللازمة، واتهام طهران بالوقوف وراء الحادثين، مع أن طهران ليست معنية بحرب مع أمريكا أوتوتير للاوضاع في المنطقة، ودعت مرارا الى اجتماع ولقاء دولي للحفاظ على أمن واستقرار الخليج، لأن التدهور في هذه المنطقة ليس في صالح الاستقرار والاقتصاد العالمين، ودعوات طهران تصاعدت وبصوت عال فأمن منطقة الخليج في خطر.
الجهود الدولية والاقليمية وبشكل خاص اليابانية لوقف التصعيد ومنع نشوب حرب مدمرة اثار غضب الصقور في البيت الابيض واسرائيل والامارات والسعودية خاصة بعد الرسائل التي اثارها لقاء مرشد الثورة الايرانية علي خامنئي برئيس وزراء اليابان، مما يؤكد جدية الجهود المبذولة وأهمية اللقاء وقرب رؤية ثماره ونتائجه الايجابية، والجهات التي تقف وراء عملية الناقلتين هدفت الى حمل الرئيس الامريكي على التراجع عن جهود الوساطة والتحشيد للحرب ومنح الفرصة للصقور حوله لدفعه باتجاه الحرب مع أن الخاسر الأول من حرب تشتعل هي الدول الخليجية، التي لن تكون بمنأى عن نيران الاشتعال، هذا دفع دول ذات تأثبر في الساحة الدولية الى المطالبة بعدم توجيه الاتهامات الى طهران جزافا، وطالبت بتحقيق شفاف دولي بمشاركة العديد من الدول وصولا الى الادلة المرئية حول الجهة المنفذة للجادث وتلك الاطراف التي تقف خلفها.
ولاحظ المراقبون أن حادث الفجيرة قبل شهر صادف وقوعه لحظة وجود وزير الخارجية الامريكي في موسكو لبحث تصاعد التوتر في الخليج مع المسؤولين الروس، أما الحادث الثاني في بحر همان فقد صادف وقوعه مع زيارة الوساطة التي تقوم بها اليابان الى ايران التي ليست بحاجة الى حرب مع امريكا وليس من مصلحتها أن تقف وراء هذا الحادث الخطير الذي يهدد الأمن والاقتصاد العالميين، في حين أن نظامي الرياض وأبوظبي صاحبي الدور الارهابي التخريبي لا يريدان اعادة حساباتها، وما قد يتعرضا له من أخطار كبيرة في حال نشبت الحرب المدمرة في المنطقة.
اذا هناك جهات معروفة تريد اعادة الوضع في الخليج الى حافة الهاوية، من خلال تخريب وافشال جهود الوساطات لمنع اندلاع الحرب، وفي مقدمتها الوساطة اليابانية الجادة، هذه الجهات لا تسعى الى "التبريد" والتهدئة، ويمكن حصرها باسرائيل والسعودية والامارات وصقور البيت الابيض، ولديها العديد من المجموعات والمنظمات الارهابية الجاهزة لتنفيذ مثل هذه العمليات ولها مكاتبها ومراكز تدريبها وادارتها في ابوظبي والرياض، دون تجاهل هذا الكم الهائل من الميتشارين الامنيين والعسكريين والمدربين الاسرائيليين في هاتين الدولتين وتعزز هذا الوجود في الشهرين الاخيرين.
وتساؤل واجب الطرح قبل الانتقال الى تحديد هوية الجهات المستفيدة من وراء حادث بحر عمان، فهناك اسباب داعة ورسائل ودلالات ذات مضامين واضحة، وترجمة لنهج توتيري تدميري وأنظمة مرتعشة تخشى السقوط، عشقت تلقي التعليمات والاوامر وتهوى الخدمية والدخول في دائرة الأنظمة الوظيفية، هذا التساؤل هو: هل هي صدفة أن تكون الناقلتان قد أبحرتا من الامارات والسعودية، ووقوع التفجيرين بفارق ساعة بينهما، ولماذا لم تستهدف ناقلات خرجت من دول خليجية نفطية اخرى كالكويت مثلا..؟
ليس غريبا أو مفاجئا الى درجة التأكيد أن تكون هذه الجهات مجتمعة، الامارات والسعودية واسرائيل واجنحة أمريكية بعينها هي التي تقف وراء عملية الناقلتين، تخطيطا وتنفيذا وتمويلا واستخداما.. وعلى الاقل جهة نفذت بعلم باقي الجهات.. ومهمة مأجورة ألقيت على عاتق مجموعة أو منظمة للتنفيذ، بعلم كل هذه الجهات المستفيدة من وقوع الحدث كمنظمة بلاك ووتر الارهابية، التي تتخذ من شرق ابوظبي مركزا لها، وهي تتمتع بقدرة فائقة في استخدام الاسلحة المتطورة ولدى عناصرها الخبرة الكافية حيث تدرجوا في مواقع عليا في جيوش متقدمة كأمريكا ودول اوروبية واسرائيل، وتحظى هذه المنظمة برعاية سعودية اماراتية وتقدم الخدمات الارهابية والتخريبية لنظامي ابن سلمان وابن زايد اللذين يستخدمان كل الوسائل القذرة من رعاية ارهاب وغيرها للخروج من دائرة الصغار الى نادي الكبار وتربطهما علاقات تحالف عضوي مع اسرائيل المستفيدة الاولى من كل الجهات المذكورة التي تعمل بكل طاقاتها لضرب ايران واشعال حرب بين واشنطن وطهران، دون أن تدرك تلك الجهات أن حربا تدميرية تقع قد تطيح بالنظامين الارهابيين في ابوظبي والرياض، وتجبر اسرائيل على التقوقع، اما الادارة الامريكية وتحديدا رئيسها دونالد ترامب، فليس في صالحه أن يرى جنوده يعودون بنعوش الى الولايات المتحدة وقد بدأت الاستعدادات الانتخابية للرئاسة في امريكا.
عملية الناقلتين رسالة مكملة لحادث الفجيرة، هدفها شن حرب على ايران وصولا الى ترتيبات خطيرة في المنطقة، وللامارات والسعودية نقول: "على نفسها جنت براقش"!!
*ملاحظة: 
ـ ما تريده واشنطن في تحركاتها بشأن التصعيد ضد ايران وتهديدها، هو أن تأتي صاغرة الى طاولة التفاوض.
ـ ان خروج الاوضاع في الخليج عن السيطرة سيلحق ضررا كبيرا في الساحة العالمية خرابا وتدميرا اقتصاديا، خاصة وأن 50% من نفط العالم يأتي من هذه المنطقة، ولوحظ منذ اللحظات الاولى لوقوع الحادث في بحر عمان أن ارتفع سعر برميل النفط.