وتظهر التقارير الاسرائيلية تشاؤما من الوضع في الاردن وما يقال عن مدى قدرة الملك الهاشمي السيطرة على الشارع ومواجهة التحديات، وهناك تخوف من اندلاع مظاهرات حاشدة قد تخرج عن السيطرة تكون لها تأثيرات وتداعيات استراتيجية على المنطقة كلها، الى حد امكانية وقوع انقلاب على الحكم خاصة وأن هناك ضغوط كبيرة ليس على الانظمة الجمهورية فقط، بل والملكية أيضا.
وجاء في التقارير الاسرائيلية أن هناك خشية من أن تمس قدرة الملك على اتخاذ القرارات خاصة وأن مفاتيح القوة الموجودة في مفاصل الحكم في الاردن، أصحاب المدرسة القديمة، أي الحرس القديم الذي بنى أفكاره على استخدام القوة وهذا من شأنه خروج الأوضاع عن السيطرة، وتسهيل سقوط الحكم القائم الذي نجح على مدار سنوات طويلة في تفادي تداعيات الازمات والحروب وتصارع المصالح والتيارات في المنطقة.
هذا الوضع، تضيف التقارير، هو في ظل توقعات وتحليلات اقتصادية تشير الى أن الاردن تتجه نحو أزمات اقتصادية متتالية ومتصاعدة في المرحة القادمة.
وترى التقارير الاسرائيلية أن التغييرات التي حدثت مؤخرا في الأجهزة الامنية تؤكد الوضع الصعب في دائرة صنع القرار وانعدام الثقة في قيادات أمنية، العاهل الاردني الذي اختارها وعينها على رأس بعض الاجهزة الامنية، ومن الواجب حماية النظام لا المس به، أو دفعه الى الانزلاق.
وتكشف التقارير عن أن (العين الاسرائيلية) تراقب على مدار الساعة ماذا يحدث في الساحة الاردنية، وهناك تعليمات صارمة لكل المسؤولين الاسرائيليين بعدم اطلاق التصريحات التي تتعلق بالاوضاع وتطوراتها في الاردن، لكن، وحسب هذه التقارير هناك تخوف وقلقل داخل الغرف المغلقة، خوف من عدم استطاعة اسرائيل تقديم أي مساعدة للنظام الحاكم في عمان، وبالتالي، تفحص الجهات المختصة سيناريوهات اخرى لضمان العلاقة الطيبة بين الاردن واسرائيل حتى لو امسكت بالاردن جهات حاكمة جديدة.