تقول هذه التقارير أن اسرائيل نجحت في الحفاظ على مكانتها كلاعب مركزي ورقم صعب في استقرار المنطقة، مستغلة التطورات والأحداث في ساحة الاقليم والعلاقة العضوية مع حاكم البيت الابيض، كذلك، تمكنت اسرائيل من بناء شبكة علاقات واسعة على قاعدة المصالح المشتركة بما فيها التعاون الأمني والاستخباري دون الالتفات الى الصراع بين الفلسطينيين والاسرائيليين الذي لم يعد "يشوش" على سياسات تل أبيب وتحركاتها ومواقفها من أزمات وملفات المنطقة، فهي أي اسرائيل تبني علاقات قوية متقدمة مع دول المنطقة، بحيث فرضت حضورا لها بأشكال وصور مختلفة في عواصم المنطقة، وأن هذا الحضور في تزايد، وفي طريقه الى العلانية والاشهار والوضوح.
وجاء في هذه التقارير أن اعلان رئيس الوزراء بنيامين نتنياهو عن اتصالات ثلاثية تديرها اسرائيل مع موسكو وواشنطن بشأن مستقبل المنطقة، وبشكل خاص المستقبل الامني في سوريا، هو لمحة بسيطة وسريعة وسطحية عما يدور بالفعل وراء الكواليس من اتصالات ولقاءات على كل المستويات بين الجهات الثلاث، بهدف رسم مستقبل الشرق الاوسط.
لكن، تضيف التقارير رغم هذه المشاركة الفعلية، هناك مرتكزات ثابتة وتطورات تجحققت في السنوات الأخيرة رغم أنف اسرائيل وعلى غير رغبتها وتحديدا التمركز والتواجد الايراني على الأرض السورية، تمركز يصعب اقتلاعه، وتل أبيب تدرك وتعلم ذلك، لذلك، فان الضربات التي تشنها اسرائيل على أهداف في سوريا هي رسالة لطهران بأن تحركاتها في الأراضي السورية مكشوفة، وأن اسرائيل ترفض وجود قواعد ايرانية في منطقة الجولان، وهذا الموقف تدركه روسيا والولايات المتحدة.
وتفيد هذه التقارير أيضا ان ايران وسوريا وروسيا تواصل بحث هذه المسألة، ومع أن تل أبيب لديها معلومات عن تدفق الأسلحة على سوريا، الا أنها أقدمت على تقليص أعمال القصف والاستفزاز تحت ضغوط روسية وأمريكية أملا براحة وهدنة على الحدود مع لبنان.
واستنادا الى هذه التقارير تدرك اسرائيل ان الاتفاق المرتقب بين روسيا وامريكا بشأن الملف السوري، سيساهم في تمكين النظام السوري بزعامة الرئيس بشار الاسد، وأن روسيا تدفع باتجاه عقد مؤتمر دولي لاعادة الاعمار في سوريا قبل نهاية العام.