2024-11-30 02:33 م

"ورشة البحرين" واعادة رسم خارطة المنطقة وفق مصالح أمريكا واسرائيل

2019-05-31
القدس/المنـار/ مملكة البحرين، الحلقة الأضعف بين أنظمة الردة في الخليج، والأداة الأرخص في اليد الوهابية السعودية، ولأنها كذلك وقع الاختيار عليها لاستضافة ما يسمى بـ "ورشة المنامة للسلام والازدهار"، حفظا لماء الوجوه الصفراء في الرياض وأبوظبي.
ان الهدف الاساس من هذه الورشة، وباجماع المراقبين والمحللين هو تعزيز التطبيع واشهاره بين الأنظمة الخليجية واسرائيل كخطوة أولى لتطبيق الصفقة المشؤومة سيئة الصيت المسماة بـ "صفقة العصر"، واعادة رسم خارطة المنطقة وفق المشاريع الامريكية الاسرائيلية، والبحرين الحلقة الأضعف ستكون أول من يفتح أبواب التطبيع لمرحلة الحرب المعلنة على القضية الفلسطينية بالتعاون والتكافل مع الادارة الأمريكية وتل أبيب بدعم كامل من المملكة الوهابية السعودية والمشيخة الاماراتية.
وتأتي لقاءات جاريد كوشنير صهر الرئيس الامريكي وطاقمه مع المسؤولين في الاردن والمغرب واسرائيل لوضع الأسس للمرحلة الأولى من الصفقة وهي الشق الاقتصادي في الخطة.
تقول دوائر سياسية رغم أنه لا يجري الحديث عن تعاون علني رسمي بين السعودية واسرائيل، فان المدخل لجعل ذلك رسميا وعلنيا ومسوغا بشكل جيد هو من خلال حل قضية فلسطين ولو بخيانتهم وفتح سوق المزايدة على السعر الأعلى للبيع الذي يفتح الطريق لتعاون اسرائيلي سعودي، وثمة من هو مستعد في الرياض العاصمة الوهابية، لدفع الثمن الباهظ لتحقيق ذلك.
ان الدافع الحقيقي لما يقوم به النظام المرتد في الرياض من ممارسات وخيانات وقبوله دور الوكيل والمقاول لواشنطن وتل أبيب ليس بسبب القلق أو الحرص المفاجىء للمملكة الوهابية على الفلسطينيين ورفاه الدول العربية، لكن، ذلك له تفسير واضح في استراتيجية الأسرة الحاكمة في مواجهة خوفها من الموقف الايراني الداعم للقضايا العربية، من هنا، فان ايران ودورها المتنامي في المنطقة تنظر اليه أنظمة الردة وفي مقدمتها النظام السعودي العدو الرئيس لها.
دوائر متابعة ترى أن مقاربة الرئيس الامريكي مبنية على الدعوة الى الاستسلام من جانب واحد، فهي تعمل على تدمير ارادة الشعب الفلسطيني على أمل تخليهم عن موقفهم الثابت، وهذا ما يفسر اصرار الادارة الأمريكية على اعطاء الاولوية للحوافز الاقتصادية على التقدم السياسي، ومن الافضل للولايات المتحدة الابتعاد عن عملية سلام وهمية، اذا كانت غير راغبة في ممارسة ضغوط جدية على اسرائيل أو التعامل بجدية مع الاعتراضات الفلسطينية بدلا من اضفاء الشرعية على سلوك وممارسات اسرائيل، ومواصلة عملية اعطاء وهم التقدم دون مضمون.