والقيادة الفلسطينية تدرك تماما خطأ اللهاث وراء واشنطن وأدواتها، وتصر على انتهاج سياسة "المجاملة".. وهذا ما رأيناه بوضوح في قمة "انبوب النفط" بمكة المكرمة برعاية عدو الامة والدين سلمان بن عبدالعزيز، هذه القمة أكدت أن القضية الفلسطينية لم تعد على جدول اهتمامات العربان، وأن الملك الوهابي يستدرج الحكام العرب جرا باتجاه تل أبيب وواشنطن واستمرار عدوانيته وجرائمه، قمة يريد هذا الوهابي العجوز فاقد الاتزان توجيه رسالة الى سيده ترامب في البيت الابيض بأنه قادر على تجميع قطيع الحكام ليخطب فيهم، منتزعا الموافقة على سياساته الارهابية والاستفزازية.
أمام هذه الحقائق والتحركات المريبة على الأرض، كنا نتمنى على الرئيس محمود عباس أن لا يشارك في هذه القمة الخسيسة، أو على الاقل يرسل مبعوثا له الى حيث انعقاد المؤتمر المشوه. أما وقد ذهب ليشارك "لعل وعسى"، كان من الأجدر أن يتحفظ على البيان الختامي المعد سلفا قبل وصول المشاركين الى نجد والحجاز، في ليالي رمضان المباركة، رمضان التضحية والعزة والصبر والانتصارات.
والسؤال الذي يطرح نفسه، لماذا تعادي فلسطين وايران، التي تقف الى جانب شعبها، وتتصدر لمشاريع تصفية قضيته، ولماذا هذا الاصرار على ابقاء البيض في السلة الأمريكية.
بيان القمة، وبعد رجاء لم يتضمن الا بضع كلمان عن فلسطين خالية من أي مضمون.. ولم يتعرض لصفقة القرن وورشة المنامة، وبرامج التهويد والاعتداء على المقدسات ومصادرة الاراضي واقامة المستوطنات والاعدامات الميدانية اليومية، أية قمة هذه التي يحضرها قادة لا يجيدون العربية، ومنفذو انقلابات ورعاة ارهاب ولا يدعى اليها الرئيس بشار الاسد.
أية قمة هذه، التي تصف ايران بالعدو الرئيس للامة العربية، دون اية اشارة للعدو الحقيقي اسرائيل، من هنا، كان يفترض بالرئيس محمود عباس الذي يقود شعبا هو صاحب اعدل قضية على وجه الارض أن يتحفظ على البيان الختامي، ما دام قد حضر وشارك، نعلم أن الرئيس يسعى ليلا نهارا لتخفيف الحصار المالي عن شعبه، لكن، النظام الوهابي ماض في ابتزاز القيادة، وهو سيقدم قريبا على قطع أية معونة عن الشعب الفلسطيني، خدمة لصفقة القرن وتهيئة لتمريرها.
ان ايران ليست عدوا لشعبنا، كما يهذي الملك الوهابي وغيره من المأفونين، اسرائيل هي العدو مغتصبة الارض، وحبذا لو تحفظ سيادة الرئيس على البيان الختامي المسخرة في مكة المكرمة، انه بيان تم اعداده بعناية كدعوة لامريكا وحلفائها لشن حرب على ايران، كما حصل ضد ليبيا، وما يحصل منذ سنوات ضد اليمن وسوريا.
وشعب فلسطين يرفض بشدة تبديل أولويات الصراع واعتبار ايران عدو الأمة وليس اسرائيل، فلا يعقل أن يقود الملك الوهابي سلمان بن عبدالعزيز الامة في سياق الخدمات التي يقدمها نظامه لتل أبيب وواشنطن، وهو الذي أجرى اتصالات مثبتة وموثقة عندما كان حاكما للرياض مع رئيس وزراء اسرائيل الاسبق اسحق رابين.